للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرج عن قرة بن خالد قال: قلت لمحمد بن سيرين: أكانوا يتمازحون، قال: كان أبو هريرة يمازح ابن عمر [١] . وأخرج عن سلم بن قتيبة [٢] قال: على اللبيب أن يعرف زمانه، فيعمل على قدر ما يرى منه. وأخرج عن الشعبي قال: تعايش الناس بالدين زمنا طويلا، حتى ذهب الدين، ثم تعايش الناس بالمروءة زمنا طويلا حتى ذهبت المروءة، ثم تعايش الناس بالحياء زمنا طويلا حتى ذهب الحياء، ثم تعايش الناس بالرغبة والرهبة، قال: وأظنه سيأتي بعد هذا ما هو أشد منه [٣] .

وأخرج/ عن مالك بن أنس [٤] قال: إذا لم يكن للرجل في نفسه خير، فليس لأحد فيه خير. وأخرج عن ابن سيرين قال: من كان ذا لحية عظيمة فلم يتخذ لحية بين لحيتين [٥] ، فاعرفوا ذلك في عقله. وقال: حدثنا علي بن حرب، حدثنا زيد بن أبي الزرقاء، عن ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم من أفكه الناس.

وأخرج عن ابن أبي ذئب قال: سمعت سكينة بنت الحسين تقول: الزعفران صبا [٦] ، والعصفر طيب، والبياض ملك، والمشق فقر. وأخرج عن الحسن قال: كنا في قوم يخزنون ألسنتهم، وينفقون أوراقهم، وبقينا في قوم يخزنون أوراقهم ويرسلون ألسنتهم. وأخرج عن سفيان الثوري قال: بلغني أن الغلام يثغر [٧] في سبع سنين، ويحتلم في أربع عشرة، وينتهي طوله في إحدى وعشرين، وينتهي عقله في ثمان وعشرين، ثم هي التجارب [٨] .

وأخرج عن طريق أبي عميس، عن القاسم قال: مدّ الفرات فجاء برمانة مثل البعير، فكان الناس يرون أنها من الجنة [٩] . وأخرج عن مصعب عن أبيه قال، كان يقال: لا يفهم الملح إلا عقلاء الرجال. وأخرج عن قسامة بن زهير [١٠] قال: روّحوا


[١] حلية الأولياء ٦/٢٧٥.
[٢] سلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي: أبو عبد الله والي البصرة، قال عنه ابن الأثير: كان مشهورا عظيم القدر، توفي سنة ١٤٩ هـ. (الكامل لابن الأثير ٥/٢١٨، النجوم الزاهرة ٢/١١، الأعلام ٣/١١١) .
[٣] حلية الأولياء ٤/٢١٣، رسالة الصداقة والصديق ص ٣٢.
[٤] في ب، ط، ش، ل: أنس بن مالك.
[٥] في ب، ط: فلم يتخذ لحيته بين لحيتين.
[٦] في ب: الزعفران صفا.
[٧] يثغر: تنبت أسنانه، وفي حديث إبراهيم النخعي: كانوا يحبون أن يعلموا الصبي الصلاة إذا أثغر. (اللسان:
ثغر) .
[٨] البصائر والذخائر ٢/٥٩.
[٩] الرواية مع خلاف يسير في عيون الأخبار ٣/٢٨٠.
[١٠] قسامة بن زهير: من ولد رزام بن مالك بن عمرو بن لقيم، مات بعد الثمانين. (العصفري ص ١٩٣) ، ونسب هذا القول في طرائف الحمقى والمغفلين ص ٢٣ لأسامة بن زيد.

<<  <   >  >>