للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الانتقاء، والحرص على كل نادر وطريف ومفيد، من جيد الشعر، والنثر، والأخبار، والأمثال، والقصص، والحكايات، والحكم، مرصعة بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، والآثار المأثورة.

وقبل التعرف على كتاب المحاضرات للسيوطي يحسن أن نذكر ما وقفنا عليه من أسماء الكتب التي تحمل اسم المحاضرات، سواء اتفق المضمون أم اختلف، من ذلك:

- المحاضرات والمناظرات لأبي حيان التوحيدي (ت ٤٠٠ هـ) ، من كتبه التي فقدت [١] .

- محاضرات الأدباء، للراغب الأصفهاني (ت ٥٠٢ هـ) .

- محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار، لمحيي الدين محمد بن عربي (ت ٦٣٨ هـ) ، كتاب في الآداب والمواعظ والأمثال والحكم وسير الأولين والأنبياء [٢] .

- محاضرة الأوائل ومسامرة الأواخر، لعلاء الدين علي دده البوسني الموستاري، المعروف بشيخ التربة (ت ١٠٠٧ هـ) [٣] .

- محاضرة الأديب ومسامرة الحبيب، لعلي بن حسين الفرضي الحلي (ت بعد ١٣٢٨ هـ) .

[معنى المحاضرة]

ولم نقف بعد على معنى (المحاضرة) ، المحاضرة في الوضع اللغوي: المجالدة، وهو أن يغالبك على حقك فيغلبك عليه، ويذهب به، قال الليث: «المحاضرة أن يحاضرك إنسان بحقك فيذهب به، مغالبة أو مكابرة، وحاضرته: جاثيته عند السلطان، وهو كالمغالبة والمكاثرة» [٤] والمحادثة، تقول حاضر القوم: جالسهم وحادثهم بما يحضره، ومنه: فلان حسن المحاضرة، وألقى عليهم محاضرة [٥] .

والمحاضرة: صنف من أصناف العلوم الأديبة، وقد قسم الزمخشري العلوم إلى اثني عشر صنفا، المحاضرات أحد أصنافها، والأصناف هي: علم متن اللغة، وعلم الأبنية، وعلم الاشتقاق، وعلم الإعراب، وعلم المعاني، وعلم البيان، وعلم العروض، وعلم القوافي، وإنشاء النثر، وقرض الشعر، وعلم الكتابة، وعلم المحاضرات [٦] ، وينقل السيوطي عن بعض المؤلفين قوله: «ومراده بالمحاضرات، ما تحاضر به صاحبك من نظم


[١] معجم الأدباء ٥/١٩٢٥، تحقيق إحسان عباس.
[٢] كشف الظنون ٢/١٦١٠، معجم المؤلفين ١١/٤١، معجم المطبوعات ص ١٨٠.
[٣] كشف الظنون ص ٩١، ٢٠٠، هدية العارفين ١/٧٥٠- ٧٥١، معجم المؤلفين ٢/٥٣٢ ط مؤسسة الرسالة.
[٤] اللسان: حضر. والقاموس المحيط: حضر.
[٥] المعجم الوسيط: حضر.
[٦] المحاضرات للسيوطي الورقة ٢، عن القسطاس في علم العروض للزمخشري ص ١٥- ١٦.

<<  <   >  >>