للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والطاعة، إلا أن يؤمر بمعصية، فمن أمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة) [١] وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: (سيليكم بعدي ولاة، البرّ ببرّه، والفاجر بفجوره، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق) [٢] . وأخرج الحاكم عن عبادة ابن الصامت، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: (سيليكم أمراء بعدي يعرفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله) [٣] ./

[من وضعيات شرف بن أسد المصري]

[٤] اجتاز بعض النحاة ببعض الأساكفة، فقال له: أبيت اللعن، واللعن يأباك، ورحم الله أمك وأباك، وهذه تحية العرب في الجاهلية قبل الإسلام، ولكن عليك أفضل السلام، والسّلم والسّلم، ومثلك من يعزّ ويكرم ويحتشم، قرأت القرآن والتفسير والعنوان، والمقامات الحريرية، والدرة الألفية، وكشاف الزمخشري، وتاريخ الطبري، وشرحت اللغة مع العربية على سيبويه، ونفطويه، والحسن بن خالويه، والقاسم بن كميل، والنضر بن شميل، وقد دعتني الضرورة إليك، وتمثلت بين يديك، لعلك تتحفني من بعض صنعتك، وحسن رحمتك، بنعل تقيني الحر، وتدفع عني الشر، وأعرب لك عن اسمه حقيقا، لأتخذك رفيقا، ففيه لغات مؤتلفة، على لسان الجمهور مختلفة، ففي الناس من كناه بالمداس، وفي عامة الأمم من لقبه بالقدم، وأهل شهرنوزة [٥] سموه بالسارموزة، وإني أخاطبك بلغات هؤلاء القوم، ولا إثم عليّ في ذلك ولا لوم، والثالثة بك أولى، وأسألك أيها المولى، أن تتحفني بسارموزة، أنعم من الموزة، وأقوى من الصوان، وأطول عمرا من الزمان، خالية البواشي، مطبقة الحواشي، لا يتغير عليها وشيها، ولا يروعني مشيها، لا تنفلت إن وطئت بها جروفا، ولا تنفلت إن طحت بها مكانا مخسوفا، لا تلتوق من أجلي، ولا يؤلمها ثقلي، ولا تمترق من رجلي، ولا تتعوج ولا تتلقوج، ولا تنبعج ولا تنفلج، ولا تقبّ تحت الرجل، ولا تلصق بخبز الفجل، ظاهرها كالزعفران، وباطنها كشقائق النعمان، أخف من ريش الطير، شديدة البأس على السير، طويلة


[١] بخاري: أحكام ٤، ابن ماجة: جهاد ٤٠، ابن حنبل ٣/٦٧.
[٢] مجمع الزوائد للهيثمي ٥/٢١٨ مع اختلاف في اللفظ، ابن حنبل ١/٣٩٩، ٥/٣٢٥، ٣٢٩.
[٣] مسند ابن حنبل ١/٣٩٩، ٥/٣٢٥، ٣٢٩، ابن ماجة: جهاد ٤٠.
[٤] وصفه ابن شاكر الكتبي بقوله: شيخ ماجن متهتك، يصحب الكتاب، ويعاشر الندماء، ويشبب في المجالس على القيان، كان عاميا مطبوعا، قليل اللحن، يمتدح الأكابر ويستعطي الجوائز، وصنف عدة مصنفات في شاشات الخليج، والزوائد التي للمصريين، والنوادر والأمثال، ويخلط ذلك بأشعاره، توفي رحمه الله سنة ٧٣٨ هـ (فوات الوفيات ١/٣٨٣) .
[٥] شهرنوزة: موضع لم يذكره ياقوت في معجمه.

<<  <   >  >>