للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بكى على حجة الإسلام حين ثوى ... من كلّ حيّ عظيم القدر أشرفه

وما لمن يمتري في الله عبرته ... على أبي حامد لاح يعنّفه

تلك الرزيّة تستهوي قوى جلدي ... والطرف يسهره والدمع ينزفه

فما له خلّة في الدهر منكرة ... ولا له شبه في الخلق نعرفه

مضى وأعظم مفقود فجعت به ... من لا نظير له في الخلق يخلفه

لغز في النّدّ الذي يتبخر به، من إنشاء الشهاب محمود:

ما اسم مملوك إن عذبته يوم نعيمك ضاع، وإن اتصف به شىء من نعمك ضاع [١] ، وإن حرّفته كان شركا حتما، وإن صحّفته كان إثباته كفرا، واقتناؤه إثما، إن نفيته بعد ذلك كان حكما لازما وأمرا جزما، وهو مركب لا يمتنع صرفه مع التركيب، مثلث لا يتعذر تصنيفه على أديب، إن أسقطت نصفه كان حرفا، وإن عكست مجموعه كان ظرفا، وإن حرّفت معكوسه كان بالنفي أمرا، أو لحصول المكافأة عذرا، بعضه حيوان لا قلب فيه، ذو جناح لا في البر تجده ولا في الجو تلتقيه، وهو رب لأمة ولا ترهبه، وصاحب شوكة ولا تتقيه، مفرد وضعا، مثلث أصلا وفرعا، وهو من أقسام آيات الكتاب، وأقسام آلات الكتّاب، إن بان مفرقا فكالهلال في وصفه، أو مجموعا فكالروض النضير في عرفه، وهو داخل في حدّ أحد الأقسام المحببة إلى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام./

أخرج أحمد في مسنده عن أنس أن معاذا قال: يا رسول الله، أرأيت إن كانت علينا أمراء لا يستنون بسنتك، ولا يأخذون بأمرك، فما تأمر في أمرهم؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (لا طاعة لمن لم يطع الله) [٢] .

وأخرج ابن أبي شيبة، عن عليّ قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم سرية، واستعمل عليهم رجلا من الأنصار فأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا [٣] ، قال: فأغضبوه في شىء، فقال:

اجمعوا لي حطبا، فجمعوا له حطبا، قال: أوقدوا نارا، فأوقدوا نارا، قال: ألم يأمركم أن تسمعوا لي وتطيعوا؟ قالوا: بلى، قال: فادخلوها، فأبوا، فلما قدموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له، فقال: (لو دخلوها ما خرجوا منها، أنما الطاعة في المعروف) [٤] .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: (على المرء المسلم السمع


[١] قوله: (وإن اتصف به شىء من نعمك ضاع) ساقط من نسخة ب.
[٢] مسند أحمد بن حنبل ٣/٢١٣، مجمع الزوائد ٥/٢٢٥، فتح الباري لابن حجر ١٣/١٢٣.
[٣] في ب، ل: ويطيعوه.
[٤] البداية والنهاية لابن كثير ٧/١٤٣.

<<  <   >  >>