للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرج عن أبي الزناد [١] قال: لا يزال في الناس بقية ما تعجّب من العجب [٢] . وأخرج من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: جاء ناس إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فكانوا في المسجد في القرآن، فأقبل كعب بن مالك ينشده الشعر، فقيل: يا رسول الله، قرآن وشعر في مجلس، قال: (هذا مرة وهذا مرة) .

وأخرج عن سفيان بن حسين قال: قدم الأعمش بعض السواد، فاجتمعوا عليه فلم يحدثهم، فقيل له في ذلك، فقال: ومن يعلق الدرّ على الخنازير [٣] . وأخرج عن الحريش بن موسى قال: قيل لرجل: ما بلغ من نسيانك، قال: أؤذن في رقعة. وأخرج عن أبي خالد الوالبي [٤] قال: كنت أجلس في الحلقة مع أصحاب محمد، فلعلهم لا يذكرون إلا الشعر حتى يتفرقوا. وأخرج عن عبد الواحد بن زيد قال: قاعدوا أهل الدين، فان لم تقدروا عليهم فقاعدوا أهل المروآت من أهل الدنيا، فانهم لا يرفثون في مجالسهم [٥] .

وأخرج عن محمد بن الحنفية قال: المروءة الصبر على النوائب. وأخرج عن أبي العالية قال: انبذوا بين الكلام لا إله إلا الله [٦] . وأخرج من طريق الشعبي، عن محمد بن الأشعث، قال: إن لكل شىء دولة، حتى ان للحمق على الحلم دولة. وأخرج عن ابن شوذب قال: إن الله من رحمته حرم الإياس على الناس. وأخرج عن أبي عمرو بن العلاء قال:/ لا يزال الرجل في فسحة من عقله ما لم يقل شعرا أو يضع كتابا [٧] .

وأخرج عن المدائني قال: قيل للأحنف: من السيد؟ قال: الذي إذا أقبل هابوه، وإذا ولّى شتموه [٨] . وأخرج عن قتادة قال: في التوراة مكتوب لا تستبدل أخا حديثا بأخ قديم [٩] . وأخرج عن محمد بن سلام، قال، كان يقال: لا يلام الرجل على أن لا يعرف الصواب في كل شىء، إنما يلام من سمع الصواب فلم يعرفه. وأخرج عن الحنظلي قال، قال لقمان لابنه: يا بني إذا أردت أن تؤاخي رجلا فاغضبه قبل ذلك،


[١] أبو الزناد: عبد الله بن ذكوان القرشي المدني، مولى رملة، روى عن أنس وغيره توفي سنة ١٣٠ هـ.
(التهذيب ٥/٢٠٣- ٢٠٤) .
[٢] عيون الأخبار ٤/٤.
[٣] حلية الأولياء ٥/٥٢.
[٤] أبو خالد الوالبي الكوفي: اسمه هرمز، ويقال هرم، روى عن ابن عباس وأبي هريرة، ذكره ابن حبان في الثقات توفي سنة ١٥٥ هـ. (التهذيب ١٢/٨٣) .
[٥] حلية الأولياء ٦/١٦٠ بلفظ: جالسوا بدلا من قاعدوا.
[٦] حلية الأولياء ٢/٢٢١.
[٧] محاضرات الأدباء ص ٨٣، ونسب الخبر للجاحظ.
[٨] محاضرات الأدباء ص ٦٣ بلفظ: إذا حضر، وإذا غاب.
[٩] عيون الأخبار ٧/١ ونسب القول للنبي داود، مع خلاف في اللفظ.

<<  <   >  >>