للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهل أنا غير منزلة لبدر ... يقارن فيّ شمسا بالسعاده

شرفت بأشرف الأعضاء فوقي ... وسدت بخدمتي لذوي السياده

فهالة كلّ بدر في سماء ... ترى من حسن شكلي مستفاده

وقال في مروحة: [الطويل]

ومروحة أهدت إلي النفس روحها ... لدى القيظ مشبوبا باهداء ريحها

روينا عن الريح الشمال حديثها ... على ضعفه مستخرجا من صحيحها [١]

وقال فيها ملغزا: [الوافر]

وما محمولة من غير جهد ... ولا تعب تريح الحامليها

لها نسب علا من أمهات ... إلى هجر به تهتزّ تيها

فشهرا ناجر قرّ لدينا ... بما يهدى لنا منها وفيها [٢]

وقال أيضا فيها: [السريع]

ورادة خرقاء معشوقة ... تبدي لنا الحكمة والفهما

تهتزّ بالبرد ولكنّها ... هزتها من غير ما حمّى

لا تكسب السقم ولكنّها ... تريح من قد كسب السّقما

وقال أيضا [٣] : [الطويل]

إذا رضت أمرا في ذراه صعوبة ... فرفقا تقده مصبحا ممكنا ظهرا [٤]

ولا تأخذن بالقسر ذا نخوة وذا ... إباء تهج نارا مضرّمة شرّا

فلطمة طرف هيّجت حرب داحس ... ولطمة ملك نصّرت أمّة كفرا [٥]

قال محاسن بن إسماعيل الشوّا [٦] في بخيل: [الرمل]


[١] في ب، ل، ط، ش، ك من حديثها.
[٢] ناجر: اسم لشهر صفر في الجاهلية، إذ كان لا يجىء إلا في الحر، وكان التوقيت شمسيا، والناجر: كل شهر في صميم الحر. (المعجم الوسيط: نجر) .
[٣] ورد للشاعر شعر في الوافي ٧/٢٣٩، وبغية الوعاة ١/٣٤٨ ولم ترد هذه الأشعار من ضمنها.
[٤] كلمات عجز البيت مطموسة في نسخة الأصل.
[٥] في حاشية ب، ل: أي لطمة فرس، وطرف من أسماء الفرس.
قلت: يشير في البيت إلي حرب داحس والغبراء التي أثيرت بسسب الخلاف على سباق الفرسين داحس والغبراء، وقوله: لطمة ملك: يريد جبلة بن الأيهم الذي وطأ على ردائه أعرابي فلطمه، فأمر عمر أن يقتص الأعرابي منه بلطمه، فارتد جبلة ولحق بالروم وتنصر.
[٦] محاسن بن إسماعيل الشوا: الملقب شهاب الدين، الكوفي الأصل، الحلبي المولد والنشأة، كان أديبا شاعرا فاضلا، توفي سنة ٦٣٥ هـ. (وفيات الأعيان ٧/٢٣٢، شذرات الذهب ٥/١٧٨) .

<<  <   >  >>