للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأدبني الزمان فلا أبالي ... هجرت فلا أزار ولا أزور [١]

ولست بقائل ما دمت حيّا ... أسار الجند أم ركب الأمير [٢]

وقال آخر: [الوافر]

زمان قلّ فيه الناس ... حتى كأنّ الناس في فلك البروج

وقالوا قد لزمت البيت جدا ... فقلت لفقد فائدة الخروج

قال الحافظ أبو طاهر السلفي، أنشدني أبو عامر محمد بن سعدون بن المرجّى العبدري ببغداد/ أنشدني أبو علي المعافري الأندلسي بالمغرب، أنشدني أبو داود النحوي، أنشدني أستاذي غانم اللغوي المالكي [٣] لنفسه [٤] : [البسيط]

صيّر فؤادك للمحبوب منزلة ... سمّ الخياط مجال للحبيبين

ولا تسامح بغيضا في معاشرة ... فقلما تسع الدنيا بغيضين

وقال آخر: [الطويل]

إذا شئت أن تستقرض المال منفقا ... على شهوات النفس في حالة العسر

فسل نفسك الإقراض من كيس صبرها ... عليها وإنظار إلى زمن اليسر

فان فعلت كنت الغنيّ وإن أبت ... فكلّ ملوم دونها واسع العذر

من أحسن ما يذكر به تابعيان بين وفاتيهما مائة وخمسون سنة، أحدهما معضد بن يزيد [٥] توفي سنة ثلاثين من الهجرة، والثاني خلف بن خليفة [٦] ، توفي سنة ثمانين ومائة، وقيل إحدى وثمانين ومائة./

لقي أبو العتاهية بشار بن برد، فقال له بشار: ما الذي استحدثت بعدي، فقال [٧] : [مجزوء الكامل]


[١] في ع: فلا أزور ولا أزار. بعد هذا البيت في الدر الفريد:
متى تقنع تعش ملكا عزيزا ... يذلّ لعزك الملك الفخور
[٢] في ب، ل: أسار الخيل.
[٣] غانم بن وليد المخزومي المالقي: نحوي فاضل شاعر متصدر ببلده مالقة من ساحل الأندلس، توفي سنة ٤٧٠ هـ. (بغية الوعاة ٢/٣٨٩، إنباه الرواة ٢/٣٨٩) .
[٤] البيتان في معجم الأدباء ٦/١٦٧، وإنباه الرواة ٢/٣٨٩، وبغية الوعاة ٢/٢٤١، والأول في والدر الفريد ٤/٣٦.
[٥] معضد بن يزيد العجلي: أبو يزيد الكوفي، قيل: إنه أدرك الجاهلية، وهو المتعبد المتهجد الشاهد المستشهد. (الإصابة ٣/٤٩٩، حلية الأولياء ٤/١٥٩) .
[٦] خلف بن خليفة الأشجعي الكوفي: تابعي راوية للحديث، توفي سنة ١٨١ هـ. (ميزان الاعتدال ١/٦٥٩) .
[٧] في ديوان أبي العتاهية ط بيروت ١٩٩٧ ص ٢٦ ثلاثة أبيات بنقص

<<  <   >  >>