للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرج ابن سعد عن ابن أبي عون قال: استبّت عائشة وصفية [١] ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لصفية: (ألا قلت أبي هارون، وعمي موسى) ، وذلك أن عائشة فخرت عليها [٢] .

وأخرج ابن سعد في الطبقات، وابن أبي شيبة، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، عن مجاهد قال: كنا نفخر على الناس بأربعة؛ بفقيهنا، وقاصّنا ومؤذننا وقارئنا، فأما فقيهنا، فابن عباس، وأما مؤذننا، فأبو محذورة، وأما قارئنا فعبد الله بن السائب، وأما قاصّنا فعبيد بن عمير [٣] . وأخرج ابن سعد عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه قال: تفاخر قوم من قريش، فذكر كل رجل ما فيهم، فقال معاوية للحسن رضي الله عنه: ما يمنعك من القول فما أنت بكليل اللسان، قال: يا أمير المؤمنين، ما ذكروا مكرمة ولا فضيلة إلا ولي محضها ولبابها، ثم قال [٤] : [الكامل]

فيم الكلام وقد سبقت مبرّزا ... سبق الجياد من المدى المتنفّس

وأخرج ابن عساكر، عن أبي الدرداء أنه خرج يريد النبي صلّى الله عليه وسلم، فوجد جماعة من العرب يتفاخرون، قال: فاستأذنت، فأذن لي رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال لي: (يا أبا الدرداء، ما هذا اللجب الذي أسمع؟، قلت: يا رسول الله، هذه العرب تتفاخر فيما بينها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (يا أبا الدرداء، إذا فاخرت، ففاخر بقريش، وإذا كاثرت، فكاثر بتميم، وإذا حاربت، فحارب بقيس) [٥] .

وأخرج ابن عساكر عن بهز بن حكيم، عن أبيه عن جده، قال: افتخر رجلان عند النبي صلّى الله عليه وسلم، أحدهما من مضر، والآخر من اليمن، فقال اليماني: إني من حمير لا من ربيعة أنا ولا من مضر، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم: (فاشقى لبختك واتعس لجدك، وأبعد لك عن بيتك) [٦] ./ [٧]


[١] صفية بنت حيي بن أخطب: من الخزرج، من أزواج النبي صلّى الله عليه وسلم، توفيت سنة ٥٠ هـ. سبقت ترجمتها.
(الإصابة كتاب النساء ت ٦٤٧، الطبقات ٨/٨٥) .
[٢] طبقات ابن سعد ٨/١٢٧.
[٣] الطبقات ٥/٤٤٥. وعبيد بن عمير بن قتادة الليثي، كان ثقة كثير الحديث، وعن عبد الملك بن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت: من هذا؟ فقال: أنا عبيد بن عمير. قالت: قاصّ أهل مكة؟ قال: نعم، قالت: خفف فإن الذكر ثقيل. (ترجمته في: التهذيب ٧/٧١، الجرح والتعديل ٥/٤٠٩، تهذيب الكمال ٨٩٥) .
[٤] لم أجد الرواية في طبقات ابن سعد.
[٥] الحديث مع خلاف في اللفظ في تهذيب تاريخ ابن عساكر ٣/٢٨٩، ٥/٢٣، لسان الميزان ٢/٢٠٥.
[٦] لم أجده في كتب الحديث.
[٧] صفحة ٤٩ ب في نسخة الأصل بيضاء.

<<  <   >  >>