للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يختفي لما غدا ظاهرا ... حتى على الدينار والفلس [١]

قال جعفر بن أحمد العلوي الأديب المصري في طفاءة القناديل: [مجزوء الرجز]

طفاءة تنفث في ... وسط القناديل الهبا

كأنّها نعامة ... تلقط منها لهبا

قال جبريل بن صارم الصعبي [٢] : [البسيط]

لا غرو إن أضحت الأيام توسعني ... فقرا وغيري بالإثراء موسوم

فالحرف في كلّ حال غير منتقص ... ويدخل الاسم تصغير وترخيم

وقال أبو سعد بدر بن الخضر السروي الشافعي، وقد قرأ التنبيه على مؤلفه الشيخ أبي إسحاق [٣] : [الكامل]

يا كوكبا ملأ البصائر نوره ... من ذا رأى لك في الأنام شبيها

بغداد تاه على البلاد لكونه ... فيه إمام للعلوم نبيها

ذمر إذا ما سلّ سيف لسانه ... يوم الجدال عقولنا يسبيها [٤]

كانت خواطرنا نياما برهة ... فرزقن من تنبيهه تنبيها

روى ابن عساكر في تاريخه: عن بكير بن ماهان، أنه قال: يلي من ولد العباس أكثر من ثلاثين رجلا منهم يسمون باسم واحد، وثلاثة باسم واحد، يفتتح أحد الثلاثة القسطنطينية [٥] .

قال سبط بن الجوزي في مرآة الزمان: قد ولي من ولد العباس الآن ستة وثلاثون خليفة، اتفقت منهم ستة أسماء كما ذكر بكير، وهم: المستعين، والمعتمد، والمعتضد، والقادر، والمستظهر، والناصر، كل واحد منهم اسمه أحمد، ولم يتفق منهم ثلاثة أسماء، ونرجو أن يتفق ذلك، ويكون فتح القسطنطينية علي يد الثالث، فان الخلافة باقية في بني


[١] في نسخة ب: جاء البيت الثاني أولا.
[٢] البيتان أنشدهما ابن القطيعي لابن صارم الصعبي في شذرات الذهب ٥/٣.
[٣] أبو إسحاق الشيرازي: إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزأبادي الشافعي الذي كان ينتسب إليه صاحب القاموس، له كتاب التنبيه، وكتاب المهذب، وطبقات الفقهاء، واللمع، وغيرها، توفي ببغداد سنة ٤٧٦ هـ. (وفيات الأعيان ١/٤، اللباب ٢/٢٣٢، طبقات السبكي ٣/٨٨) . والأبيات في الوافي بالوفيات ١٥/٩٠- ٩١.
[٤] ذمر: الذمر الشجاع، والظريف اللبيب المعوان، والداهية، والجمع أذمار.
[٥] القسطنطينية: عمرها ملك من ملوك الروم يقال له قسطنطين فسميت باسمه، بينها وبين عمورية ستون ميلا، واسمها اسطنبول، بينها وبين بلاد المسلمين البحر المالح، لها خليج من البحر يطيف بها من وجهين مما يلي الشرق والشمال، وجانباها الغربي والجنوبي في البر. (ياقوت: القسطنطينية) .

<<  <   >  >>