لقد استقى السيوطي مادة كتابه من مجموعة كبيرة من مصادر التراث، واختار فنونا من ثمار الفكر، فيجد فيه الدارس المجاميع الأدبية، والرسائل، والمقامات، والأخبار، والأحاديث النبوية، وتراجم الرجال، وآداب العلم والتعلم، وكتب التهذيب، وتعلم الأخلاق، وما إلى ذلك من نفائس المعرفة، وقد نخل السيوطي عشرات الكتب ونقل منها واختار ما يصلح منها في المحاضرات، وحفظ ما ضاع من كتب التراث، والكتاب بجملته مكتبة رائعة نفيسة يتطلع إليها العالم والمتعلم، وقد بذلت في درسه وتحقيقه واستقصاء ما استطعت الوصول إليه من مصادره سنوات طويلة عزيزة من سني العمر الفاني، ويسرني في هذا المقام أن أزجي أطيب التحيات وخالص الشكر والتقدير لكل من أعانني للحصول على مخطوطات الكتاب، وأخص منهم الأستاذ الدكتور طاهر عمران الطير الأستاد في جامعة قاريونس الذي زودني بنسختين؛ نسخة الأصل، ونسخة مكتبة الأوقاف العراقية، وأشكر أخي الأستاذ الدكتور سمير الدروبي الأستاذ في جامعة مؤتة على تزويدي بنسخة الرباط ونسخة المكتبة الظاهرية، وشكري الجزيل لأخي الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع الأستاذ بجامعة الملك سعود الذي أتاح لي الحصول على نسختي المكتبة الوطنية بباريس، وشكري وامتناني لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والقائمين عليه، الذين أهدوني هدية كريمة هما نسختا باريس المحفوظة صورتهما في المركز، وأخص بالشكر والتحية الأستاذ الفاضل يحيى محمود بن جنيد الأمين العام لمركز الملك فيصل.
وبعد، فالحمد لله على توفيقه وعونه، وما التوفيق إلا من عند الله سبحانه وتعالى، وكم منيت النفس أن تبلغ أعمالي غايتها من الصحة والكمال، وهيهات، فان الوسائل لمثلي قاصرة، مهما بذلت من جهد واجتهاد، ولذلك لا أزكي عملي من النقص والوهم والنسيان، رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا
والحمد لله أولا وآخرا.
١٧ ربيع الثاني ١٤٢٣ هـ ٢٨ حزيران ٢٠٠٢ م يحيى بن وهيب الجبوري