للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبالمقتدي مستظهر ساد مثلما ... بمسترشد والراشد المقتفي علا

بمستنجد والمستضىء وناصر ... وظاهر والمستنصر احتل معقلا [١]

ومستعصم لا زال بالنصر قاهرا ... لأعدائه ما حنّت العيس في الفلا

ولا زال أعواد المنابر في العلا ... بذكر بني العباس ناضرة العلا

قتل الصرصري في فتنة التتار سنة ٦٥٦ هـ.

قال أبو سهل الكسروي: [الوافر]

فتبّا للعلوم وحامليها ... وأعلمهم يبيت بلا عشاء

ويضحي والكلاب أعزّ منه ... غداة الصيد في طلب الظّباء [٢]

وقال أبو الحسن العقيلي: [السريع]

وقائل ما الملك قلت الغنى ... فقال لا بل راحة القلب

وصون ماء الوجه عن بذله ... في نيل ما ينفد عن قرب

وقال العماد الكاتب [٣] : قرأت في تاريخ ابن السمعاني قال: سمعت أبا الفتح عبد الرحمن بن أبي الغنائم الشيباني [٤] المعروف بابن الأخوة الأديب الكاتب يقول: رأيت في منامي منشدا ينشدني هذين البيتين: [الطويل]

أعاتب فيك اليعملات على النوى ... وأسأل عنك الريح من حيث هبّت

وأطبق أحناء الضلوع على جوى ... جميع وصبر مستحيل مشتّت

قال أبو الفتح: فلما انتبهت، جعلت دأبي السؤال عن قائل هذين البيتين مدة، فلم أجد مخبرا عنهما، ومضى على ذلك مدة سنتين، ثم اتفق نزول أبي الحسن علي بن مسهر في ضيافتي، فتجارينا في بعض النكت إلى ذكر المنامات، فذكرت له حال المنام الذي رأيته، وأنشدته البيتين المذكورين، فقال: أقسم بالله إنهما من شعري، من جملة قصيدة، قال:

فعجبنا من هذا الاتفاق./


[١] إلى هنا تنتهي نسخة ط.
[٢] عجز البيت والبيت بعده ساقطان من نسخة ع، واختلطا بالبيتين بعدهما.
[٣] العماد الكاتب: محمد بن بحر صفي الدين ابن نفيس الدين حامد الأصبهاني، مؤرخ وعالم بالأدب، من أكابر الكتاب، له تصانيف منها: خريدة القصر، والفتح القسي في الفتح القدسي، والبرق الشامي، والسيل على الذيل في تاريخ بغداد، توفي سنة ٥٩٧ هـ. (وفيات الأعيان ٢/٢٤، الوافي بالوفيات ١/١٣٣) .
[٤] ابن أبي الغنائم: عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن عبد الغفار بن الأخوة، له معرفة بالأدب واللغة، وكان يحفظ أشعارا كثيرة وأحوالا للناس عجيبة من المنامات. (انباه الرواة ٢/١٦٨) .

<<  <   >  >>