للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال كشاجم [١] يصف محبرة: [البسيط]

محبرة جاد لي بها قمر ... مستحسن الخلق مرتضى الخلق

جوهرة خصّني بجوهرة ... ناطت له المكرمات في عنقي

بيضاء والحبر في قرارتها ... أسود كالمسك حدّ متفق

مثل بياض العيون زيّنه ... مسوّد ما شانه من الحدق

كأنّما حبرها إذا انتثرت ... أقلامنا ظلّة على الورق

كحل مرته الجفون من مقل ... نجل فأوفت به على يقق

خرساء لكنّها تكون لنا ... عونا على أفصح النطق

وقال يصف البركار [٢] : [البسيط]

جد لي ببركارك الذي صنعت ... فيه يدا قينة الأعاجيبا

ملتئم الشفرتين معتدل ... ما شين من جانب ولا عيبا

شخصان في شكل واحد قدرا ... وركّبا في العقول تركيبا

أشبه شيئين في اشتباههما ... بصاحب لا يملّ مصحوبا

أوثق مسماره وغيّب عن ... نواظر الناقدين تغييبا

فعين من تجتليه تحسبه ... في قالب الاعتدال مصبوبا

وضمّ شطريه محكم لهما ... ضمّ محبّ إليه محبوبا [٣]

يزداد حرصا عليه مبصره ... ما زاده بالبنان تقليبا

فقوله كلّما تأمّله ... طوبى لمن كان ذا له طوبى

ذو مقلة بصرّته مذهبّة ... لم تأله زينة وتذهيبا

ينظر منه إلى الصواب به ... فما يزال الصّواب مطلوبا


[١] كشاجم: محمود بن الحسين (أو ابن محمد بن الحسين) ابن السندي بن شاهك، أبو الفتح الرملي، كاتب شاعر أديب متفنن من أهل الرملة بفلسطين، فارسي الأصل، تنقل بين القدس ودمشق وحلب وبغداد ومصر، مدح أبا الهيجاء عبد الله والد سيف الدولة، ثم ابنه سيف الدولة، واسمه (كشاجم) منحوت من علوم كان يتقنها، الكاف للكتابة، والشين للشعر، والألف للإنشاء، والجيم للجدل، والميم للمنطق، له مصنفات منها: ديوان شعره، وأدب النديم، والمصايد والمطارد، وخصائص الطرب، وغيرها، توفي سنة.
[٢] ٣٦٠ هـ. (حسن المحاضرة ١/٣٢٢، شذرات الذهب ٣/٣٧، الديارات ص ١٦٧- ١٧٠) .
القصيدة في العمدة لابن رشيق ٢/٢٩٩.
[٣] عجز البيت وصدر الثاني ساقطان من نسخة ع.

<<  <   >  >>