للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وله سابقته وحقه، ونحن له على الحق أعوان ونصحاء لك وله ولجماعة المسلمين، والسلام عليك، ورحمة الله وبركاته. وكتب عكرمة، ليلة البدر من صفر سنة ست وثلاثين.

أخبرنا أبو غالب بن البناء، أخبرنا أبو الحسين بن حسنون النرسي، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن أبيه عن عمرة عن عائشة قالت: ما زلت أصلي بعد العصر ركعتين حتى مات النبي صلّى الله عليه وسلم.

عن أبي الفضل عبد المنعم بن حسن، أنه رأى في المنام، كأن شيخا يعرفه، أنشده: [البسيط]

مهلا أبا الفضل لا تضرع إلى أحد ... فاقنع فأنت وذو الأكثار أكفاء

من ماء وجهك واكفف عن إراقته ... لظاهر اللوم ما في وجهه ماء

عن ابن عباس، أن شاعرا أتى النبي صلّى الله عليه وسلم، فقال: (يا بلال، اقطع لسانه عني) [١] ، فأعطاه إربعين درهما وحلّة، فقال: قطع والله لساني.

عن سفيان بن عيينة قال: مكتوب في التوراة: استوصوا بالغرباء خيرا. عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس قال: احذر الكريم إن أهنته، واللئيم إن أكرمته، والعاقل إن أحرجته، والأحمق إن مازحته، والفاجر إن عاشرته.

عن مجاهد أن عزيز هو النبي الذي أحرق قرية النمل، فعاتبه الله على ذلك [٢] . عن حماد بن زيد قال: سمعت داود بن أبي هند، يحدث هشام بن عروة أن عطاء [٣] كان يكره جعل الطير في القفص، قال: وما علم عطاء بن أبي رباح، ومن يأخذ عن ابن أبي رباح، وكان عبد الله بن الزبير أمير المؤمنين بمكة تسع حجج، يراها في الأقفاص، وأصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقدمون بها القماري واليعاقيب، لا ينهون عن ذلك.


[١] تاريخ جرجان للسهمي ص ٢٨١.
[٢] عزيز هو الذي ورد ذكره في القرآن وقد أماته الله ثم أحياه بعد مائة عام، وذلك في قوله تعالى: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها، قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها، فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ، قالَ كَمْ لَبِثْتَ، قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ، قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ، فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ، وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ، وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
البقرة ٢٥٩، وثمار القلوب ص ٤٦، وفي سنن النسائي ٧/٢١٠: أن نبيا أمر بقرية النمل فأحرقت.
[٣] هو عطاء بن أبي رباح: من أجلاء الفقهاء وتابعي مكة وزهادها، ولد في جند باليمن، ونشأ في مكة فكان مفتي أهلها ومحدثهم توفي سنة ١١٥ هـ وعمره ثمانون سنة. (وفيات الأعيان ١/٣١٨، التهذيب ٧/١٩٩، حلية الأولياء ٣/٣١٠) .

<<  <   >  >>