للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرج عن عبد الله بن معبد، قال: سمعت ابن عباس على منبر البصرة يقول: اللهم أصلح عبدك وخليفتك عليا، أهل الحق، أمير المؤمنين. وقال: حدثنا علي بن محمد بن الحسن الحربي، قال: جاء رجل إلى أبي بكر الأبهري [١] الفقيه المالكي، يشاوره في السفر، فأنشده [٢] : [الوافر]

متى تحسب صديقك لا يقلوا ... وإن تخبر يقلوا في الحساب

وتركك مطلب الحاجات عزّ ... ومطلبها يذلّ عرى الرقاب

وقرب الدار في الإقتار خير ... من العيش الموسّع في اغتراب

الأبهري اسمه محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح، انتهت إليه الرياسة في مذهب مالك، مات في شوال سنة خمس وسبعين وثلاث مائة، ومولده سنة تسع وثمانين ومائتين.

وقال: أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح، حدثنا أبو الحسين محمد بن أبي عمرو بن المنهال، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا شريح بن يونس أبو الحارث، حدثنا فرج بن فضالة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: رأيتني [٣] أغلف رأس رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالغالية، وهو محرم.

وأخرج عن ابن عباس قال: إذا أسف الله تعالى على خلق من خلقه، ولم يعجل لهم النقمة، بمثل ما أهلك به الأمم من الريح وغيرها، خلق لهم خلقا من خلقه يعذبهم بهم، لا يعرفون الله عز وجل. وقال: أنشدنا أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن خلف الشاعر البصري لنفسه: [الوافر]

ترى الدنيا وزهرتها فتصبوا ... وما يخلو من الشهوات قلب

ولكن في خلائقها نفار ... ومطلبها بغير الحظّ صعب

كثيرا ما نلوم الدهر فيما ... يمرّ بنا وما للدهر ذنب

ويعتب بعضنا بعضا ولولا ... تعذر حاجة ما كان عتب

فضول العيش أكثرها هموما ... وأكثر ما يضرك ما تحبّ

فلا يغررك زخرف ما تراه ... وعيش ليّن الأعطاف رطب


[١] الأبهري: محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح، أبو بكر التميمي الأبهري، شيخ المالكية في العراق، سكن بغداد، وسئل أن يلي القضاء فامتنع، له تصانيف في شرح مذهب مالك والرد على مخالفيه، من كتبه:
الأصول، وإجماع أهل المدينة، وفضل المدينة على مكة، والأمالي، وغيرها، توفي سنة ٣٧٥ هـ. (الوافي بالوفيات ٣/٣٠٨، تاريخ بغداد ٥/٤٦٢، اللباب ١/٢٠) .
[٢] الأبيات في الدر الفريد ٥/٩٤.
[٣] في ب، ل: لقد رأيتني.

<<  <   >  >>