للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على نور البلاد معا جميعا ... رسول الله أحمد فاتركيني

فالا تقصري بالعذل عنّي ... فلومي ما بدا لك أو دعيني

لأمر هدّني وأذلّ ركني ... وشيّب بعد جدّتها قروني [١]

وقالت أروى أيضا [٢] : [الطويل]

ألا يا رسول الله كنت رجاءنا ... وكنت بنا برّا ولم تك جافيا

وكنت بنا برّا رؤوفا نبيّنا ... ليبك عليك اليوم من كان باكيا

لعمرك ما أبكي النبيّ لموته ... ولكن لهرج كان بعدك آتيا

كأنّ على قلبي لذكر محمد ... وما خفت من بعد النبيّ المكاويا [٣]

أفاطم صلى الله ربّ محمّد ... على جدث أمسى بيثرب ثاويا [٤]

أبا حسن فارقته وتركته ... فبكّ بحزن آخر الدهر شاجيا

فدا لرسول الله أمّي وخالتي ... وعمّي ونفسي قصرة ثم خاليا

صبرت وبلّغت الرسالة صادقا ... وقمت صليب الدين أبلج صافيا [٥]

فلو أنّ ربّ الناس أبقاك بيننا ... سعدنا ولكن أمره كان ماضيا

عليك من الله السلام تحية ... وأدخلت جنات من العدن راضيا

قالت عاتكة بنت عبد المطلب [٦] : [البسيط]

عينيّ جودا طوال الدهر وانهمرا ... سكبا وسحّا بدمع غير تعذير [٧]

يا عين فاسحنفري بالدمع واحتفلي ... حتى الممات بسجل غير منزور [٨]

يا عين فانهملي بالدمع واجتهدي ... للمصطفى دون خلق الله بالنور


[١] البيت ساقط من: ب.
[٢] ابن سعد ٢/٨٢٤٨. في ش: عفا الله عنها.
[٣] عجز هذا البيت وصدر البيت التالي ساقطان من: ش.
[٤] في حاشية ب، ل: الثوى بالمثلثة الإقامة، وبالمثنى الهلاك. قلت: يريد ثوى بالثاء المثلثة، وتوى بالتاء المثناة.
[٥] في حاشية ب، ل: صافيا: أي مشتدا في أمر الدين.
[٦] طبقات ابن سعد ٢/٢٤٨. عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، شاعرة وهي من عمّات النبي صلّى الله عليه وسلم، أسلمت بمكة، وهاجرت إلى المدينة. (المحبر ١٦٦، ٤٠٦، الإصابة، النساء ت ٦٩٥ الدر المنثور ص ٣١٩.
[٧] في حاشية ب، ل: معناه لا تعتذري بعد وفاته، لا يقبل منك ما تعتذرين به.
[٨] في ب، ش: بسجم غير منزور. وفي حاشية ب، ل: اسحنفري: أي اسرعي الدمع.

<<  <   >  >>