للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سنّة الجنازة الصلاة عليها.

وأخرج من طريق الأعمش عن إبراهيم قال: قالت سودة [١] لرسول الله صلّى الله عليه وسلم: صليت خلفك البارحة فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم، فضحك، وكانت تضحكه الأحيان بالشىء [٢] . وأخرج عن ابن عباس قال: كانت سودة بنت زمعة عند السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو، فرأت في المنام/ كأن النبي صلّى الله عليه وسلم أقبل يمشي حتى وطىء على عنقها، فأخبرت زوجها بذلك فقال: وأبيك لئن صدقت رؤياك لأموتنّ، وليتزوجك محمد صلّى الله عليه وسلم، ثم رأت في المنام ليلة أخرى أن قمرا انقضّ عليها من السماء وهي مضطجعة، فأخبرت زوجها فقال: وأبيك لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرا حتى أموت وتتزوجين من بعدي، فاشتكى السكران من يومه ذلك، فلم يلبث إلا قليلا حتى مات، وتزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلم [٣] .

وأخرج عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: وجد رسول الله صلّى الله عليه وسلم على خديجة حتى خشي عليه [٤] ، حتى تزوج عائشة [٥] . وأخرج أخبرنا محمد بن عمر [٦] حدثنا منصور بن سلمة عن أبيه عن عائشة بنت طلحة [٧] عن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه وسلم، قالت: خرجنا مع النبي صلّى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالقاحة [٨] سال على وجهي من رأسي صفرة مما جعلت في رأسي من الطيب حين خرجت، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: (إن لونك الآن يا شقيراء لحسن) [٩] . وأخرج عن عروة قال: ربما روت عائشة القصيدة ستين بيتا والمائة بيت، وقال: أخبرنا محمد بن عمر: حدثتني فاطمة بنت مسلم، عن فاطمة الخزاعية قالت: سمعت عائشة تقول يوما:

دخل عليّ يوما رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقلت: أين كنت منذ اليوم؟ قال: يا حميراء كنت عند


[١] سودة بنت زمعة بن قيس القرشي: أم المؤمنين، تزوجها رسول الله بعد وفاة خديجة، توفيت في المدينة سنة ٥٤ هـ. (التهذيب ١٢/٤٢٦، الطبقات ٨/٣٥) .
[٢] الطبقات ٨/٥٤.
[٣] الطبقات ٨/٥٧.
[٤] نسخة ب: غشي عليه.
[٥] الطبقات ٨/٦٠.
[٦] في حاشية ب، ل: هو الواقدي.
[٧] عائشة بنت طلحة بن عبيد الله: من بني تيم بن مرة، أديبة عالمة بأخبار العرب، أمها أم كلثوم بنت الصديق، وخالتها أم المؤمنين عائشة، تزوجت مصعب بن الزبير، فلما قتل تزوجها عمر بن عبيد التيمي، ومات عنها سنة ٨٢ هـ فتأيمت بعده، وخطبها جماعة فردتهم، وكانت تقيم بمكة سنة وبالمدينة سنة، توفيت سنة ١٠١ هـ. (التهذيب ١٢/٤٣٧) .
[٨] القاحة: مدينة على ثلاث مراحل من المدينة قبل السقيا بنحو ميل، وقيل: موضع بين الجحفة وقديد.
(ياقوت: القاحة) .
[٩] الطبقات ٨/٨٢.

<<  <   >  >>