للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نقّب أسعد بن زرارة على النقباء [١] . قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال: كان يقال: ما رأينا بني أب وأم قط أبعد قبورا من بني العباس جميعا: الفضل، وكان أكبر ولده، مات بالشام من طاعون عمواس [٢] ، وعبد الله، وهو الحبر، مات بالطائف، وعبد الرحمن مات بالشام، وقثم خرج إلى خراسان مجاهدا فمات بسمرقند، ومعبد قتل بأفريقية شهيدا، وأم حبيبة، أمهم جميعا أم الفضل لبابة، وفي ولد أم الفضل هؤلاء من العباس يقول عبد الله بن يزيد الهلالي [٣] : [الرجز]

ما ولدت نجيبة من فحل ... بجبل نعلمه أو سهل

كستة من بطن أم الفضل ... أكرم بها من كهلة وكهل

وقال: أخبرنا الفضل بن دكين، حدثنا حنش، سمعت أبي يقول: استعمل النبي صلّى الله عليه وسلم أسامة بن زيد [٤] وهو ابن ثمان عشرة سنة/.

وأخرج عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد، قال: سمعت أبا هريرة يقول والناس حوله:

اخبروني برجل يدخل الجنة ولم يصل لله سجدة قط؟ فسكت الناس، قال أبو هريرة: هو أصيرم بني عبد الأشهل عمرو بن ثابت بن وقيش، أسلم يوم أحد، وقاتل فقتل، فدخل الجنة، وما صلّى صلاة قط [٥] . وأخرج عن عمير بن إسحاق قال: كان مروان أميرا علينا، فكان يسب عليا كل جمعة على المنبر، فقيل: يا حسن، أما تسمع ما يقول هذا؟ فجعل لا يرد شيئا، وكان حسن يجىء يوم الجمعة فيدخل في حجرة النبي صلّى الله عليه وسلم فيقعد، فاذا قضيت الخطبة خرج فصلى، ثم رجع إلى أهله، قال: فلم يرض بذاك حتى أهداه [٦] له في بيته، قال:

فأنا عنده إذ قيل له: فلان بالباب، قال: إئذن له، فو الله إني لأظنه قد جاء بشر، فأذن له، فدخل فقال: يا حسن، إني قد جئتك من عند سلطان، وجئتك بعزمة، قال: تكلم، قال:

قد أرسل مروان بعلي وبعلي وبعلي، وبك وبك وبك، وما وجدت مثلك إلا مثل البغلة يقال لها: من أبوك؟ فتقول: أمي الفرس. قال الحسن: ارجع إليه فقل له: إني والله لا أمحو عنك


[١] نقّب: جعله نقيبا. وأسعد بن زرارة من بني النجار من الخزرج، أحد الأشراف الشجعان في الجاهلية والإسلام، وفد على النبي في مكة وكان نقيب بني النجار، توفي قبل بدر سنة ١ هـ ودفن بالبقيع. (الأصابة ت ١١١، الطبقات ٣/٦٠٨) .
[٢] عمواس: قرية بالشام بين نابلس والرملة، وكان هذا الطاعون سنة ١٨ هـ، مات فيه أبو عبيدة بن الجراح وخمسة وعشرون ألف من المسلمين. (ياقوت: عمواس) .
[٣] الطبقات ٨/٢٧٨، الإصابة ٥/٨٢.
[٤] أسامة بن زيد: الحبيب بن الحبيب توفي في المدينة سنة ٥٤ هـ. (التهذيب ١/٥٧، الطبقات ٤/٦١) .
[٥] السيرة النبوية- ابن هشام ٣/٣٥، الإصابة ٤/٦٠٨.
[٦] في الأصل: أمداه، وفي بقية النسخ: أهداه. أمدى فلانا: أملى له وأمهله. وأهداه: أي أرسل له، والمهاداة بالشعر المهاجاة.

<<  <   >  >>