للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد بن زياد اليشكري، حدثنا ميمون بن مهران، عن عبد الله بن عباس قال: من صلّى ليلة تسع وعشرين من رجب ثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة منها بفاتحة الكتاب وسورة، فاذا فرغ من صلاته قرأ بفاتحة الكتاب سبع مرات وهو جالس، ثم قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أربع مرات، ثم أصبح صائما، حطّ الله عنه ذنوب ستين سنة، وهي ليلة بعث فيها النبي صلّى الله عليه وسلم [١] . قلت: اليشكري كذاب يضع الحديث.

عبد الباقي بن أحمد أبو البركات ابن النّرسي الأزجي البغدادي المعدّل، ولي حسبة بغداد، وكانت فيه غفلة، شهد في بيع عقار غير محدد، فعاب عليه قاضي القضاة ذلك وقال: لا تشهد إلا في ما ذكرت حدوده، فأتاه اثنان قد تبايعا سفينة فنظر في الكتاب، ثم قال: أين الحدود، الزم كتابك.

قال أبو محمد سهل بن سوار: الدنيا كلها جهل وموات إلا العلم، والعلم كله حجّة إلا العمل منه، والعمل كله هباء إلا الإخلاص منه، والإخلاص له خطر عظيم لا يدري بم يختم له. عن أبي إدريس عبد الرحمن بن عراك قال: إذا كان رجل بأرض فلاة فتصيبه مجاعة فيقول: اللهم ايتني برزقي الذي قدرته لي، إلا أتاه الله برزقه.

عن إسماعيل بن عياش قال: انقلب الناس من غزاة البردة سنة أربعين ومائة، فسمعتهم يقولون: الأوزاعي [٢] اليوم عالم الأمة./

عن الأوزاعي قال: خرجت إلى الصحراء، فاذا أنا برجل من جراد [٣] في السماء، وإذا أنا برجل راكب على جرادة منها، وهو شاك في الحديد، وكلما مال بيده هكذا مال الجراد مع يده، وهو يقول: الدنيا باطل، ما فيها، ثلاثا.

عن الأوزاعي قال: كان عندنا رجل صياد يسافر يوم الجمعة يصطاد، ولا ينتظر الجمعة، فخرج يوما فخسف ببغلته فلم يبق منها إلا أذنها. عن بشر بن بكر قال: أرسل والي الشام إلى الأوزاعي فقال له: يا أبا عمر، هذا كتاب أمير المؤمنين يأمر فيه بالخروج إلى فلان فتقاتله، فقال له الأوزاعي: حدثني يحيى بن أبي كثير [٤] : أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم


[١] تهذيب ابن عساكر ٧/٣٤٧- ٣٤٨.
[٢] الأوزاعي: عبد الرحمن بن عمرو، من قبيلة الأوزاع، إمام الديار الشامية في الفقه والزهد، وأحد الكتاب المترسلين، عرض عليه القضاء فامتنع، كان عظيم الشأن بالشام، وكان أمره فيهم أعز من أمر السلطان، توفي سنة ١٥٧ هـ. (حلية الأولياء ٦/١٣٥، المعارف ص ٢١٧، الشذرات ١/٢٤١، وفيات الأعيان ١/٢٧٥) .
[٣] الرجل: السرب والطائفة العظيمة من الجراد.
[٤] يحيى بن أبي كثير اليماني: أحد الأعلام الأثبات، يروي عن أنس قال يحيى القطان: مرسلات يحيى بن كثير شبه الريح. (الذهبي- الميزان ٤/٤٠٢) .

<<  <   >  >>