للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخذت جوادّ كثيرة [١] فسلكتها حتى انتهيت إلى جبل، فاذا رسول الله صلّى الله عليه وسلم فوق الجبل، وأبو بكر إلى جنبه، وجعل يومئ بيده إلى عمر، فقلت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، مات والله عمر، فقلت ألا تكتب به إلى عمر، فقال: ما كنت/ لأنعي إلى عمر نفسه [٢] .

وأخرج عن أيوب [٣] قال: سأل رجل محمد بن سيرين: رأيت كأني آكل خبيصا في الصلاة، فقال: الخبيص حلال، ولا يحل لك الأكل في الصلاة، فقال له: تقبّل امرأتك وأنت صائم؟ قال نعم، قال: فلا تفعل. حدثنا أسود بن عامر، حدثنا بكير بن أبي السمط قال: سمعت محمد بن سيرين وسئل عن رجل رأى في المنام كأن معه سيفا مخترطا، فقال:

ولد ذكر، قال: اندق السيف، قال: يموت، قال: وسئل عن الحجارة في النوم، فقال:

قسوة، وسئل عن الخشب في النوم، فقال: نفاق.

وأخرج عن كعب قال: لكل زمان ملوك، فاذا أراد الله بقوم خيرا بعث فيهم مصلحيهم، وإذا أراد بقوم شرا بعث فيهم مترفيهم [٤] . حدثنا أسود بن عامر، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: قد بلغت ثمانين سنة، وأنا أخوف ما أخاف عليّ النساء. حدثنا يزيد بن هارون عن عبد الملك، عن عطاء [٥] قال:

كان يكره أن يدع السراج حتى يصبح.

حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن الشعبي قال: قرأ القرآن في عهد النبي صلّى الله عليه وسلم أبيّ ومعاذ وزيد وأبو زيد وأبو الدرداء وسعيد بن عبيد، ولم يقرأه أحد من الخلفاء من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم إلا عثمان، وقرأه جارية بن مجمع، إلا سورة أو سورتين [٦] .

حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا ابن عون، حدثنا رجل/ من بني زريق قال: أقطع أبو بكر طلحة أرضا، وكتب له كتابا، وأشهد به شهودا، منهم عمر، فأتى طلحة عمر بالكتاب، فقال: اختم على هذا، قال: لا أختم عليه، هذا لك دون الناس، فانطلق طلحة وهو مغضب، فأتى أبا بكر فقال: والله ما أدري أنت الخليفة أو عمر، قال: لا بل عمر، ولكنه أبى [٧] .


[١] جواد: جمع جادة، والجادة وسط الطريق، والطريق الأعظم الذي يجمع الطرق.
[٢] الرواية باختلاف في طبقات ابن سعد ٣/٣٣٢.
[٣] أيوب بن كيسان السختياني: روى عن حميد بن هلال وأبي قلابة، وعنه الأعمش وقتادة، توفي سنة ١٣١ هـ. (التهذيب ١/٣٩٨) .
[٤] حلية الأولياء ٦/٣٠.
[٥] عطاء: هو عطاء بن أبي رباح، روى عن ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وغيرهم، كان فقيها ثقة عالما كثير الحديث، انتهت إليه الفتوى بمكة، توفي سنة ١١٤ هـ. (التهذيب ٧/١٩٩- ٢٠٣) .
[٦] الخبر في طبقات ابن سعد ٢/٣٥٥.
[٧] رسالة الصداقة والصديق- أبو حيان التوحيد ص ١٢٩.

<<  <   >  >>