= المتواترة، وقال أيضاً: لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات، التي قد يسمى المخلوق بها، على وجه التقييد، وإذا أطلقت على الله اختصت به، مثل العليم، والقدير، والرحيم، والسميع، والبصير، ومثل خلقه بيديه، واستوائه على العرش، ونحو ذلك. انظر نقض التأسيس ٢/ ٣٩٦. وقال أيضاً: فلفظ الطول وقدره ليس داخلاً في مسمى الصورة، حتى يقال: إذا قيل خلق الله آدم على صورته وجب أن يكون على قدره وطوله، بل من المعلوم أن الشيئين المخلوقين قد يكون أحدهما على صورة الآخر مع التفاوت العظيم في جنس ذواتهما، وقدر ذواتهما، وقد تظهر السموات والقمر في صورة ماء أو مرآة في غاية الصغر، ويقال: هذه صورتها. مع العلم بأن حقيقة السموات والأرض أعظم من ذلك بما لا نسبة لأحدهما إلى الآخر. وكذلك المصور الذي يصور السموات، والكواكب، والشمس، والقمر، والجبال، والبحار، يصور ذلك مع أن الذي يصوره وإن شابه ذلك فإنه أبعد شيء عن حقيقته، وعن قدره. انظر بيان تلبيس الجهمية ٦/ ٥٣٠ - ٥٣١ وقد انتصر لهذا القول جمع من أهل العلم كشيخ الإسلام أبوسماعيل الهروي كما في الأربعين في دلائل التوحيد ص ٦٣، والشيخ عبدالعزيز بن باز كما في فتاوى ومقالات ٦/ ٣٥٣، والشيخ حمود التويجري وألف رسالة في ذلك بعنوان "عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن" والشيخ عبدالله الغنيمان: حيث قال بعد بحث مستفيض: وبهذا يتبين أن الصورة كالصفات الأخرى فأي صفة ثبتت لله بالوحي وجب إثباتها والإيمان بها. انظر شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري ١/ ٥١١ و ٥٠٣ - ٥٦٨، وقد أول بعض أهل العلم حديث الصورة بناءاً على فهمهم لبعض رواياته كابن خزيمة وبعض أهل التأويل كابن حبان والبيهقي والقاضي عياض. انظر إكمال المعلم ٨/ ٩٠ وصحيح ابن حبان ١٢/ ٤٢٠ - ٤٢١ والمفهم ٦/ ٥٩٧، والتوحيد لابن خزيمة ١/ ٨٤، وقد رد عليهم العلماء الأثبات ناهيك على أن النصوص لا تسعفهم ومن أجل من رد عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان التلبيس قرابة ثلاثمائة صفحة ٦/ ٣٥٥ - ٦١٥.