للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
(د- وأورد شيخ الإسلام أن الإمام أحمد قال: ولا يوصف الله تعالى بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد. انظر بيان التلبيس ٦/ ٥١١.
ثانياً: أما في مسألة الإثبات فإن منهج السلف استعمال لفظ الحد في مسألة إثبات علو الله على خلقه وتميزه وانفصاله عنهم وعدم اختلاطه بهم أو حلوله فيهم، ولجأ أهل السنة إلى ذلك بسبب زعم الجهمية أن الخالق في كل مكان، وأنه غير مباين لخلقه ولا متميزٌ عنهم؛ قال شيخ الإسلام: ولما كان الجهمية يقولون ما مضمونه: إن الخالق لا يتميز عن الخلق، فيجحدون صفاته التي تميز =
= بها ويجحدون قدره، حتى يقول المعتزلة: إذا عرفوا أنه حي عالم قدير قد عرفنا حقيقته وما هيته، ويقولون: إنه لا يباين غيره، بل إما يصفوه بصفة المعدوم فيقولون: لا داخل العالم ولا خارجه، ولا كذا ولا كذا، أو يجعلوه حالاً في المخلوقات، أو وجود المخلوقات، فبين ابن المبارك أن الرب سبحانه وتعالى على عرشه مباين لخلقه منفصل عنه، وذكر الحد؛ لأن الجهمية كانوا يقولون: ليس له حد، وما لا حد له لا يباين المخلوقات، ولا يكون فوق العالم؛ لأن ذلك مستلزم للحد. انظر بيان تلبيس الجهمية ٣/ ٤٣ وانظر كتاب العرش للذهبي ١/ ٢٢٥. وعلى هذا يحمل ما ورد من آثار عن السلف في ذلك ومن تلك الآثار:
(أ- ما رواه الخلال بسنده عن محمد بن إبراهيم القيسي: قال: "قلت لأحمد بن حنبل: يحكى عن ابن المبارك، وقيل له: كيف نعرف ربنا؟ قال: في السماء السابعة على عرشه بحد. فقال أحمد: هكذا هو عندنا" انظر إبطال =

<<  <   >  >>