(٢) الفرد لم يثبت أنه اسم من أسماء الله لا بدليل من كتاب ولا سنة، ولم أجد أحداً من أهل العلم أورده بعد بحث وتقص إلا البيهقي فيما نقله عن الحليمي في كتابه الأسماء والصفات حيث: قال الحليمي ومنها - أي من أسماء الله - الفرد لأن معناه المنفرد بالقدم والإبداع والتدبير انظر الأسماء والصفات ١/ ٢٢٧، وابن منظور في شرح أسماء الله الحسنى حيث أورده من ضمن الأسماء وقال الفرد: الوتر، ثم نقل قول الليث: بأن الله تعالى وتقدس هو الفرد، وقد تفرد بالأمر دون خلقه، والفرد في صفات الله تعالى هو الواحد الأحد الذي لانظير له ولا مثل ولا ثاني، وقال الأزهري: ولم أجده في صفات الله تعالى التي وردت في السنة، قال: ولا يوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال: ولا أدري من أين جاء به الليث. انظر شرح أسماء الله الحسنى (ص ١١٨)، ورجعت إلى تهذيب اللغة ووجدت الأزهري أورد قول الليث، ولم أجد ذلك التعقيب، بل وجدته قال: وأما الفرد في صفات الله فهو الواحد الأحد الذي لانظير له ولا مثل ولا ثاني ولا شريك ولا وزير، انظر تهذيب اللغة (١٤/ ١٠٢)، كما وجدت أن هناك بعضاً من أهل العلم فسر الأحد بأن معناه: = = الفرد. انظر جامع الأصول لابن الأثير ٤/ ١٨٠، ونقل ابن القيم عن ابن الحداد الشافعي إجماع الصدر الأول من علماء السلف وأئمتهم. أن الله واحد أحد، فرد صمد. انظر اجتماع الجيوش ص ١٧٥، والذي يظهر أن الفرد ليس من أسماء الله فلايسمى به ولا يدعى به، ولكن يجوز الإخبار عنه بذلك، كماسبق أن مر معنا في الحديث عن اسم الماجد. والله أعلم