للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد، وهو على كل شيء شهيد)، وهذه الزيادة لو صحت فإنها تُحمل على توضيح وتأكيد حقيقة صفة الاستواء لله - عز وجل - الذي لا يلزم منه حلول الله في العرش ولا اتحاده به. لكن الذي يظهر - والله أعلم - أن هذه الزيادة مقحمة من قبل أحد الذين لا يعجبوهم منهجه في هذه المسألة، وليست من كلام الأشعري نفسه، ويؤيد هذا الاحتمال عدة أمور، من أهمها ما يلي:
أولاً: أن هذه الزيادة لم ترد في جميع النسخ المخطوطة للكتاب، وإنما وردت في نسخة واحدة فقط، وهي النسخة الموجودة ببلدية الإسكندرية (انظر الإبانة بتحقيق د. فوقية حسين ص ٢١)، ويلاحظ على هذه النسخة أنه لا يعرف ناسخها تحديداَ، ولا تاريخ نسخها (المصدر السابق ص ١٨٨ قسم الدراسة)، ومن الأدلة على أنها مخالفة أن بها زيادات تدل على ميله الواضح للتأويل وصرف النصوص عن ظواهرها كما هو حال الجهمية والمعتزلة وبعض متأخري الأشاعرة.
ثانياً: ويضاف لذلك أن العادة قد جرت ألا يزيد التفاوت في نسخ مخطوطات الكتاب الواحد على كلمة أو كلمات، أو سطر على الأكثر، لا أن تصل الزيادة لعدة أسطر، كما هو الحال في هذه الزيادة، التي خلت منها جميع مخطوطات وطبعات الإبانة منها على سبيل المثال: الطبعة الهندية=
= (وهي مطبوعة بحيدر آباد الدكن، انظر كتاب الدكتور حسن الشافعي: الآمدي وآراؤه الكلامية ص ٣٥١ - ٣٥٩)، وطبعة لبنانية (طبعة دار بن زيدون، لبنان، الطبعة الأولى بدون تاريخ، وواضح أنها مأخوذة عن الطبعة الهندية)، وأخرى مأخوذة عن الطبعة الهندية، وإنما انفردت بها مخطوطة واحدة؟! ومطبوعة واحدة؟ بل واستنكرتها محققة المخطوطة (انظر: الإبانة بتحقيق فوقية قسم الدراسة ص ١٨٨).=

<<  <   >  >>