للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وطبع على قلوبهم.

٢٣ - وأن الخير والشر بقضاء الله وقدره (١). وأنا نؤمن بقضاء الله وقدره (٢)، خيره وشره، حلوه ومره (٣). ونعلم أن ما أخطأنا لم


(١) والإيمان بالقدر من أركان الإيمان الستة وهو محل إجماع بين أهل السنة والجماعة حيث يؤمنون أن الخير والشر والطاعات والمعاصي كلها بقضاء الله وقدره، وانظر في مسألة الإجماع، مجموع الفتاوى ٣/ ١٤٨ وشرح أصول اعتقاد أهل السنة ١/ ١٩٦. واعتقاد أئمة الحديث ص ٦١، والسنة لعبدالله بن أحمد ٢/ ٤١٧ - ٤٢٢، وشرح السنة للبربهاري ص ٨٦ والتمهيد ٢/ ٢٧٧ والحجة ٢/ ٤٣٤. وغيرها من دواوين أهل العلم. ومستند الإجماع قوله تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: ٤٩] وقوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: آية ٢] ولحديث جبريل الذي مر معنا وهو في الصحيحين وهذا مخالف لما ذهب إليه المعتزلة الذين يرون أن أفعال العباد حادثة كما ذكر ذلك القاضي عبد الجبار في شرح الأصول الخمسة ص ٣٣٢.
قلت: لا يشك أحد في أن أفعال العباد من حيث هي أفعال صادرة عنهم، وهم المباشرون لها حادثة يقيناً؛ لكن خالقها هو محل الخلاف بيننا وبين المعتزلة، فعندنا خالقها هو الله سبحانه وتعالى أما المعتزلة فيرون أن العباد هم الذين يخلقون أفعالهم.
(٢) القضاء من الله تعالى أخص من القدر فالقدر هو التقدير والقضاء قيل هو الخلق وقيل: هو الفصل والقطع، والخلاصة أنهما أمران لا ينفك أحدهما عن الآخر؛ لأن أحدهما بمنزلة الأساس، والآخر بمنزلة البناء، فمن رام الفصل بينهما فقد رام هدم البناء ونقضه. انظر: مفردات ألفاظ القرآن ص ٦٧٥ ولسان العرب مادة قدر ٥/ ٧٤.
(٣) صحيح ولفظة "حلوه ومره" ضعيفه: لأن الحديث من غير "حلوه ومره" أخرجه مسلم ومطلعه "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم … وفيه … قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره" أنظر ك: الإيمان، ب: بيان الإيمان والإسلام والإحسان ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله سبحانه وتعالى حديث رقم (١). ولفظة "حلوه ومره" ضعيفه وإن كان معناها صحيح: ونصها عن ابن عمر رضي الله عنهما - قال: "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل حسن الوجه طيب الريح فقال له ما الإيمان؟ فقال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه والقدر خيره وشره "أراه قال: "وحلوه ومره". قال: صدقت: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم" أخرجه ابن أبي عاصم في السنة ص ٧١ حديث رقم ١٧٢ وقال الألباني إسناده ضعيف كما في تحقيقه للسنة، كما وردت لفظة "حلوه ومره" عند ابن ماجة وفيه "ونؤمن بالأقدار كلها خيرها وشرها حلوها ومرها" انظر سنن ابن ماجة في المقدمة باب في القدر حديث رقم ٨٧ وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لاتفاقهم على ضعف عبدالأعلى انظر مصباح الزجاجة ١/ ٥٩ وقال الألباني وعبدالأعلى هذا متروك وكذبه ابن معين فلا يستشهد به وعن طريقه أخرجه الطبراني. انظر كتاب السنة ص ٧١ كما أخرجه الطبراني في الكبير حديث رقم (١٣٥٨٠) وقال الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه عبدالأعلى بن أبي المساور وهو متروك. انظر مجمع الزوائد ٧/ ١٩٩

<<  <   >  >>