(٢) والمجيئ والإتيان من مسائل الإجماع عند أهل السنة والجماعة، وقد نص غير واحد من أهل العلم على ذلك قال شيخ الإسلام رحمه الله: «اتفق السلف على الصفات الفعلية من الاستواء والنزول والمجيئ، والتكلم إذا شاء وغير ذلك. انظر الاستقامة ١/ ١٦ ومجموع الفتاوى ١٦/ ٤٢٢. وانظر في الإجماع أيضاً اعتقاد السلف أئمة الحديث ص ١٩٢. (٣) القرب والدنو: هاتان الصفتان من صفات الله الفعلية الاختيارية وهما ثابتتان لله حقيقة على الوجه اللائق به من غير تكييف ولا تمثيل وقربه نوعان: أ- القرب العام الذي هو لوازم ذاته مثل العلم والقدرة، فلا ريب أنه قريب بعلمه وقدرته من جميع خلقه، وهذا المعنى يقر به جميع المسلمين، من يقول إنه فوق العرش ومن يقول أنه ليس فوق العرش. ب- القرب الخاص وهو قربه بنفسه من مخلوقاته قرباً لازماً في وقت دون وقت فهذا يثبته من يثبت قيام الصفات الاختيارية به تعالى، كنزوله إلى السماء الدنيا ومجيئه إلى الأرض يوم القيامة، انظر: مجموع الفتاوى ٦/ ١٣، ٢١ و ٥/ ٤٦٥ والاستقامة ١/ ١٨٣، وانظر: العلو للذهبي ٢/ ١٠٥٥ واجتماع الجيوش ص ١٦٩. (٤) وهذا من الأدلة القوية التي تؤكد أن الأشعري - رحمه الله - من القائلين بالصفات الفعلية الاختيارية لأنه ربط القرب بالمشيئة. انظر كلام شيخ الإسلام، حيث قال - رحمه الله-: «وهو صريح في أن قربه إلى خلقه عنده - أي الأشعري - من الصفات الفعلية، حيث قال: كيف يشاء. والقرب بالعلم والقدرة لا يجوز تعليقه بالمشيئة، لأن علمه، وقدرته من لوازم ذاته» انظر بيان التلبيس ٨/ ١٨٩، وانظر أيضاً ٨/ ٢٨ - ٢٩، قلت: وكرر الأشعري هذا الكلام في المقالات، انظر: ص ٢٢٨، وانظر ٢٢٦.