للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلافًا لقول المعتزلة والجهمية، كما قال [الله] (١) تعالى (٢): {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} (٣)، وكما قال: {(مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (٤)) (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦)} (٥).

٦٥ - ونقول: إن الصالحين يجوز أن يخصهم الله عز وجل بآيات يظهرها (٦) عليهم (٧).


(١) ما بين القوسين زيادة من ب، و.
(٢) وفي ب، و عز وجل.
(٣) سورة البقرة، جزء من آية: [٢٧٥].
(٤) ساقط ما بين القوسين من و.
(٥) سورة الناس، جزء من آية: [٤ - ٦].
(٦) في و. ويظهرها.
(٧) ومقصده - رحمه الله - الإيمان بكرامات الأولياء التي يؤمن بها أهل السنة والجماعة وأنكرها القدرية قال البغدادي: وأنكرت القدرية كرامات الأولياء؛ لأنهم لم يجدوا في أهل بدعتهم ذا كرامة. انظر أصول الدين ص ١٧٥، كما أنكرتها المعتزلة، قال القاضي عبدالجبار: " إن العادة لا تخرق إلا عند إرسال الرسل. ولا تنخرق لغير هذا الوجه؛ لأن خرقها لغير هذا الوجه يكون بمنزلة العبث" انظر المغني في أبواب العدل والتوحيد ١٥/ ١٨٩ و ٢٤١، وشرح الأصول الخمسة ص ٥٨٦ ورسائل العدل والتوحيد ص ٢٣٧ كما أنكره ابن حزم كما في المحلى ١/ ٥٧. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: فقالت طائفة: لا تخرق العادة إلا لنبي، وكذبوا بما يذكر من خوارق السحرة والكهان، وبكرامات الصالحين. وهذه طريقة أكثر المعتزلة، وغيرهم؛ كأبي محمد بن حزم وغيره. انظر: النبوات ١/ ١٣٠، وقد أثبت - رحمه الله - كرامات الأولياء وبين أنها =
= من منهج أهل السنة والجماعة ورد على شبههم في كتابه هذا وفي شرح الأصفهانية ٢/ ٦٠٩، كما بحث المسألة كثير من أهل السنة، كالإمام اللالكائي والذي له كتاب بعنوان كتاب الكرامات وهو الجزء التاسع بأكمله من شرح أصول اعتقاد أهل السنة كما أورد السبكي شبه المعتزلة ورد عليها في طبقات الشافعية الكبرى ٢/ ٣٣٤.

<<  <   >  >>