للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تَكْلِيمًا} (١) والتكليم هو المشافهة بالكلام (٢)، ولا يجوز أن يكون كلام المتكلم حالاً في غيره، مخلوقاً في شيء سواه، كما لا يجوز ذلك في العلم.

١٥ - دليل آخر: وقال الله عز وجل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)} (٣) فكيف يكون القرآن مخلوقاً واسم الله في القرآن، وهذا يوجب أن تكون أسماء الله مخلوقة، ولو كانت أسماؤه مخلوقة، لكانت وحدانيته مخلوقة، وكذلك علمه، وقدرته، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

١٦ - دليل آخر: وقد قال الله تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ} (٤) ولا يقال للمخلوق: تبارك، فدل هذا على أن أسماء الله غير مخلوقة. [و] (٥) قال:


(١) سورة النساء، جزء من آية: [١٦٤].
(٢) وهذا يدل على أن الأشعري - رحمه الله - مخالف لما عليه بعض الأشاعرة من اعتقادهم بالكلام النفسي لأن المشافهة في لغة العرب - كما ذكر ابن منظور - هي المخاطبة من فيك إلى فيه. انظر لسان العرب ١٣/ ٥٠٧ وهذا دليل بين في أنه يثبت بأن الله جل وعلا شافه موسى عليه الصلاة والسلام، فخاطبه جل وعلا وسمع موسى كلام الله حينئذ بلا واسطة ولا يمكن أن يكون هذا إلا بحرف وصوت مسموع.
(٣) سورة الإخلاص.
(٤) سورة الرحمن، جزء من آية: [٧٨].
(٥) ما بين القوسين زيادة من باقي النسخ.

<<  <   >  >>