للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} (١) فكما لا يجوز أن يكون وجه ربنا مخلوقاً، فكذلك لا يجوز أن تكون أسماؤه مخلوقة.

١٧ - دليل آخر: وقد قال الله تعالى (٢) {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} (٣) ولابد أن يكون شهد بهذه الشهادة وسمعها من نفسه (٤)، لأنه إن كان سمعها من مخلوق فليست بشهادة له (٥)، وإذا كانت شهادة له وقد شهد بها فلا تخلو (٦) أن يكون شهد بها قبل كون المخلوقات، أو بعد كون المخلوقات. فإن كان شهد بها بعد كون المخلوقات، فلم تكن (٧) شهادة لنفسه بالإلهية قبل (٨) الخلق


(١) سورة الرحمن، جزء من آية: [٢٧].
(٢) في ب. و. عز وجل.
(٣) سورة آل عمران، جزء من آية: [١٨].
(٤) وهذا كلام غير مسلم به؛ لأن الشهادة بالشيء مع عدم وجود السامع لا يلزم فيها أن تكون قولاً يسمعه الشاهد نفسه، بل يكفي فيها أن يكون العلم بها متحققاً، لأن الشهادة التي يلزم أن تكون قولاً يُسمع، هي ما تكون في حضور الآخر ويقصد بها إلزامه أو إعلامه.
(٥) في. ب. و شهادة.
(٦) في ب. و. يخلو.
(٧) في ب. و فلم تتسق.
(٨) ساقط من ب. و.

<<  <   >  >>