(٢) استدلاله هذا ليس بلازم؛ لأن الله -تعالى- إذا كان أراد أن يسمع موسى كلامه من شجرة، فهو - سبحانه - قادر كما قد يقول الخصم المعاند: على أن يمنع أن يسمعه أحد غير موسى، سواءٌ بإخلاء المكان وقت الكلام من كل من عدا موسى - إنساً أو جناً-، أو بإعجاز الحاضرين عن السماع من الشجرة إلا موسى - عليه السلام -. فمثل هذا الدليل فيه ثغرات فلا حاجة له. (٣) لم أجد في الروايات نصاً على أن الذراع هي التي أخبرته وإنما وجدت أن عضواً من أعضائها أخبره والحديث أخرجه أبو داود ك: الديات، ب: فيمن سقى رجلا أو أطعمه فمات أيقاد منه؟ (٤٥١٢)، والطبراني (٢/ ٣٤) (١٢٠٢) من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وليس عند أبي داود ذكر أبي هريرة، وفيه مرفوعًا: «ارفعوا أيديكم، فإنها أخبرتني أنها مسمومة» وقال عنه الألباني حسن صحيح انظر: صحيح سنن أبي داود (٣/ ٩٠). قال الحافظ بن حجر نقلاً عن ابن أبي إسحاق: أن زينب بنت الحارث اليهودية أهدت للرسول صلى الله عليه وسلم شاة مشوية، وكانت سألت: أي عضو من الشاة أحب إليه؟ قيل لها الذراع، فأكثرت فيها من السم، فلما تناول الذراع لاك منها مضغة ولم يسغها. انظر: =