للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلزمكم أن ذلك الكلام الذي سمع (١) النبي -صلى الله عليه وسلم- كلامُ الله عز وجل. فإن استحال أن يكون (٢) الله تكلم بذلك الكلام المخلوق. فما أنكرتم من أنه مستحيل أن يخلق الله عز وجل كلامه في شجرة، لأن كلام المخلوق لا يكون كلاماً لله، فإن كان كلام [الله] (٣)، وكان معنى أن الله تكلم عندكم أنه خلق الكلام. فيلزمكم أن يكون الله مكلماً (٤) بالكلام الذي خلقه في الذراع. فإن أجابوا إلى ذلك. قيل لهم: فالله عز وجل على قولكم هو القائل: لا تأكلني فإني مسمومة (٥)، تعالى الله عن ذلك (٦) [وافترائكم


(١) وفي ب. ج. و. سمعه.
(٢) ساقط من. و.
(٣) ما بين القوسين زيادة. من. و.
(٤) وفي باقي النسخ متكلماً.
(٥) وقوله هذا إلزام لهم بأن الله هو الذي كلم موسى، وليست الشجرة إذ لو كانت الشجرة كما يقولون خلق فيها الكلام فيجوز أن يكوة الذرع كالشجرة خلق في الكلام فقد يقول الخصم المعتزلي: لا يلزم أن يكون كل كلام تكلم به جماد - شجرة أو ذراعاً - هو كلام الله -عز وجل -، ولكن يمكن أن يكون كلام الشجرة كلام الله - تعالى - من وجهة نظرهم الفاسدة-، وأما كلام الذراع فيكون كلاماً أقدره -الله تعالى- الذراع على التكلم به، وليس كلام الله. هذا ما يمكن أن يرد به المعتزلي. لذلك فالدليل من وجهة نظري حمال أوجه.
(٦) وفي. ب. و. عن قولكم.

<<  <   >  >>