ب- إن الله قال في القرآن: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} الإسراء آية (٢٤) فإضافة الجناح للذل مجاز؛ لأن الجناح ما له ريش وهو حقيقة في الطائر. ولكن يرد على هذا القول بما يلي: ١. أن القول بأن الجناح حقيقة في الطائر يقتضي بأن أجنحة الملائكة ليست حقيقية، وهذا خطأ بين لقوله تعالى: {جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} فاطر آ ية (١)، بل يقتضي هذا القول أن كل ما أطلق على الملك وعلى البشر يكون في البشر حقيقة كالسمع والبصر والكلام وفي حق الملك مجاز وهذا قمة في الجهل والعبث في النصوص. ٢. بأن الجناح هنا مستعمل على حقيقته؛ لأنه يطلق على يد الإنسان وعضده لقوله تعالى: {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ} القصص آية (٣٢) والخفض قد استعمل في معناه الحقيقي الذي هو ضد الرفع؛ لأن المقصود هنا إظهار الذل والتواضع بخفض الجناحين للوالدين لأن مريد البطش يرفع جناحيه. ٣. الذل ليس له جناح كجناح الطائر والطائر ليس له جناح كأجنحة الملائكة ولا =