للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعتمد على نقل العلماء وأقوالهم. أما أدلة القول الأول فليس في واحد منها ما يَنُصُّ على تأخر اللمع وتقدم الإبانة؛ فعبارة ابن خلكان مجملة، وجميع الذين يميلون إلى المذهب الأشعري يقولون: إن كتبه كلها تسير على طريقة الفقهاء والمحدثين، لا يفرقون بين الإبانة واللمع، أما الدليل النفسي وأن الإنسان عند انتقاله يكون متحمسا فيقابله دليل نفسي آخر وهو التدرج الذي ورد في أدلة القول الآخر، أما مسألة النضج، ففي الإبانة مناقشات للمعتزلة لا تقل قوة عما في اللمع، فيتبين بذلك أن الإبانة آخر مؤلفات الأشعري (١).

١٠ - عبد الفتاح أحمد (٢)، حيث ذكر الخلاف حول أيهما الذي صنفه الأشعري بعد طور الاعتزال، وذكر أنه يرجح أن كتاب اللمع هو الذي ألفه الأشعري في تلك الفترة لأنه هاجم المعتزلة هجوما شديدا، لكنه لم يتحول دفعة واحدة إلى مذهب السلف، فلم يذكر في اللمع الإمام أحمد، وإنما كان هذا الطور بمثابة مرحلة و طى بين علماء السلف وبين المتكلمين المناصرين للسنة، خاصة ابن كلاب (٣).


(١) موقف ابن تيمية ١/ ٣٨٤، ٣٨٥.
(٢) الدكتور عبد الفتاح أحمد فؤاد أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم العلوم الاجتماعية بكلية التربية بجامعة الإسكندرية بمصر - وبحثت عن ترجمة له فلم أجد والسبب في ذلك أنه معاصر وغالب المعاصرين لا توجد لهم تراجم.
(٣) الفرق الإسلامية وأصولها الإيمانية ١/ ١٣٢ باختصار.

<<  <   >  >>