للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر: ٦٢]؛ لذا قال الإمام الصابوني: أهل السنة يعتقدون أن الخير والشر والنفع والضر بقضاء الله وقدره. وقال ابن عبد البر رحمه الله: الشر والخير كل من عند الله، وهو خالقهما لا شريك له ولا إله غيره؛ لأن العجز شر، ولو كان خيراً ما استعاذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ألا ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استعاذ من الكسل والعجز والجبن والدين، ومحال أن يستعيذ من الخير. وقال النووي رحمه الله: مذهب أهل الحق أن كل المحدثات فعل الله تعالى وخلقه سواء خيرها وشرها. وقال ابن حجر رحمه الله: ومذهب السلف قاطبة أن الأمور كلها بتقدير الله تعالى، وقال أيضا: جميع الخير والشر بتقدير الله تعالى وإيجاده. ولذا جاءت عدة أحاديث تفيد أن الخير والشر كلاهما واقع بتقدير الله تعالى: كحديث «وأن تؤمن بالقدر خيره وشره» الذي أخرجه مسلم كما مر معنا ص ( … ) وحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل شي بقدر حتى العجز والْكَيْسِ»، أخرجه مسلم في ك: القدر، ب: كل شيء بقدر حديث رقم (٢٦٥٥). العجز: عدم القدرة وقيل ترك ما يجب فعله بالتسويف. والكيس: العقل والحذق بالأمور والمقصود به هنا النشاط ضد الكسل. =
= انظر النهاية في غريب الحديث (٣/ ١٨٦) و (٤/ ٢١٧)، ولكن هذه الأحاديث وغيرها، ظاهرها التعارض مع قوله صلى الله عليه وسلم: «لبيك وسعديك والخير كله بين يديك والشر ليس إليك» الذي أخرجه مسلم في ك: صلاة المسافرين وقصرها ب: الدعاء في صلاة الليل وقيامه حديث رقم (٧٧١)؛ ولذا اجتهد العلماء في الجمع بين هذه الأحاديث، اجتهادات تؤدي في جميع معانيها إلى المعنى الصحيح وإن كان بعضها أشمل من بعض وإليك تفاصيل الأقوال:

<<  <   >  >>