للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول: يا معشر المهاجرين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلاً منكم قرن معه رجلاً منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منا، قال: فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك، فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، وإن الإمام يكون من المهاجرين ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أبو بكر - رضي الله عنه - فقال: جزاكم الله خيراً يا معشر الأنصار وثبت قائلكم، ثم قال: أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم، ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه، ثم انطلقوا، فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير علياً، فسأل عنه، فقال ناس من الأنصار: فأتوا به، فقال أبو بكر: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه، أردت أن تشق عصا المسلمين، فقال: … =
= لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه .. ، فهذا الحديث يدل على مبايعة علي - رضي الله عنه - للصديق بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في البيعة العامة، وقد أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٨٥٩٧)، والحاكم (٣/ ٨٠)، والبيهقي في «السنن الكبرى» حديث رقم (١٦٥٣٨) (٨/ ٢٤٦ - ٢٤٧)، وفي الاعتقاد ص ٤٧٢ رقم الحديث (٥١٠)، وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين (٣/ ٨٠)، قال ابن كثير: وقد رواه الإمام أحمد عن الثقة عن وهيب، مختصراً، وقد رواه بن عاصم عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري فذكر نحو ما تقدم، وهذا إسناد صحيح محفوظ من حديث أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة، عن أبي سعيد سعد ابن مالك بن سنان الخدري، وفيه فائدة جليلة، وهي مبايعة علي بن أبي طالب إما في أول يوم أو في اليوم الثاني من الوفاة، وهذا حق؛ فإن عليَّ بن أبي طالب لم يفارق الصديق في وقت من الأوقات، ولم ينقطع في صلاة من الصلوات خلفه، انظر البداية والنهاية (٨/ ٩١ - ٩٢)، وانظر الأباطيل والمناكير ١/ ٢٦٩ - ٣٢٠.

<<  <   >  >>