للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعادونهم، وإلى أعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين يوالونهم، ويعمدون إلى الصدق الظاهر المتواتر يدفعونه، وإلى الكذب المختلق الذي يعلم فساده يقيمونه، فهم كما قال فيهم الشُّعبي-رحمه الله-وكان من أعلم الناس بهم-: لو كانوا من البهائم لكانوا حمراً، ولو كانوا من الطير لكانوا رخماً (١) ا. هـ. (٢) .

وأما في الوقت الحاضر: فيستقبل بعض المنتسبين إلى الإسلام في بعض البلدان شهر محرم بالحزن والهم والخرافات والأباطيل؛ فيصنعون ضريحاً (٣) من الخشب، مزيناً بالأوراق الملونة ويسمونه ضريح الحسين، أو كربلاء (٤) ، ويجعلون فيه قبرين، ويطلقون عليه اسم (التعزية) ، ويجتمع أطفال بملابس وردية أو خضر، ويسمونهم فقراء الحسين.

وفي اليوم الأول من شهر تكنس البيوت وتغسل وتنظف، ثم يوضع الطعام، وتقرأ عليه فاتحة الكتاب، وأوائل البقرة، وسورة الكافرون، والإخلاص، والفلق، والناس. ثم يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ويوهب ثواب الطعام للموتى.


(١) - الرخمة: طائر أبقع على شكل النسر خلقة، إلا أنه مبقع بسواد وبياض، يقال له: الأنوق. والجمع: رخَم ورخم، وهو موصوف بالغدر والموق، وقيل: بالقذر، ومنه قولهم: رخم السقاء إذا أنتن. يراجع: لسان العرب (١٢/٢٣٥) مادة (رخم) .
(٢) - تراجع: مجموعة فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (٤/ ٤٧١-٤٧٢) ، ويراجع: منهاج السنة النبوية لابن تيمية (١/٣-٢٠) ، ويراجع: الفِصَل لابن حزم (٤/١٧٩-١٨٨) .
(٣) - الضريح: الشق في وسط القبر، واللحد في الجانب، أو القبر كله. وقيل: قبر بلا لحد، سمي بذلك؛ لأنه يشق في الأرض شقاً. يراجع: لسان العرب (٢/٥٢٦) مادة (ضرح) .
(٤) - موضع بالعراق من ناحية الكوفة، وفيه قتل الحسين بن على بن أبي طالب وقبره بمكان من الطف عند نهر كربلاء. يراجع: معجم ما استعجم (٤/١١٢٣) ، واستشهاد الحسين ص (١٣٤) .

<<  <   >  >>