للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الموافقات في أصول الأحكام (١) .

الوجه الثالث:

أن تخريج بدعة المولد على صيام يوم عاشوراء، إنما هو من التكلُّف المردود؛ لأنَّ العبادات مبناها على الشرع والاتباع، لا على الرأي والاستحسان والابتداع (٢) .

الوجه الرابع:

أن صيام يوم عاشوراء قد فعله النبي صلى الله عليه وسلم، ورغب فيه، بخلاف الاحتفال بمولده، واتخاذه عيداً، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولم يرغّب فيه، ولو كان في ذلك شيء من الفضل لبين ذلك لأمته لأنَّهُ صلى الله عليه وسلم لا خير إلا وقد دلَّهم عليه، ورغَّبهم فيه، ولا شر إلا وقد نهاهم عنه وحذَّرهم منه، والبدع من الشر الذي نهاهم عنه، وحذرهم منه.

قال صلى الله عليه وسلم: ((وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)) (٣) .

قال صلى الله عليه وسلم: ((أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)) (٤) . (٥) .

٢- الشبهة الثانية:

قال السيوطي - رحمه الله - بعد ذكره تخريج ابن حجر عمل المولد على صوم يوم عاشوراء: وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو: ما أخرجه البيهقي


(١) - يراجع: الموافقات (٣/٤١-٤٤) ، المسألة الثانية عشرة من كتاب: الأدلة الشرعية.
(٢) - يراجع: الرد القوي ص (٣٢) .
(٣) - رواه ابن ماجه في سننه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم (١/١٨) ، المقدمة. وفي سنده عبيد بن ميمون المدني، قال ابن حجر: مستور. تقريب التهذيب (١/٥٤٥) .
(٤) - رواه أحمد في مسنده (٣/٣١٠) ورواه مسلم في صحيحه (٢/٥٩٢) كتاب الجمعة، حديث (٨٦٧) . ورواه النسائي في سننه (٣/١٨٨، ١٨٩) كتاب صلاة العيدين، باب كيف الخطبة. ورواه ابن ماجه في سننه (١/١٧) المقدمة، حديث (٤٥) .
(٥) - يراجع: الرد القوي ص (٣٢) .

<<  <   >  >>