للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الخامس

[الاحتفال برأس السنة الهجرية]

في بداية كل سنة هجرية تحتفل بعض الدول الإسلامية بعيد رأس السنة فتعطل الأعمال في اليوم السابق له، واليوم اللاحق له. وليس لاحتفالهم هذا أي مستند شرعي، وإنّما هو حب التقليد والمشابهة لليهود والنصارى في احتفالاتهم.

وأول من احتفل برأس السنة الهجرية -حسب اطلاعي المحدود - هم ناصري البدعة حكام الدولة العبيدية -الفاطمية- في مصر.

ذكر ذلك المقريزي في خططه ضمن الأيام التي كان العبيديون يتخذونها أعياداً ومواسماً. قال: (موسم رأس السنة: وكان للخلفاء الفاطميين اعتناء بليلة أول المحرم في كل عام؛ لأنها أول ليالي السنة وابتداء أوقاتها ... ) ا. هـ. ثم ذكر الرسوم المتبقية في هذا الموسم، وذكر بعده موسم أول العام وعنايتهم به (١) .

وعيد رأس السنة من أعياد اليهود التي نطقت بها التوراة، ويسمونه رأس هيشا، أي عيد رأس الشهر، وهو أول يوم من تشرين، ينزل عندهم منزلة عيد الأضحى عند المسلمين، ويقولون: إن الله عز وجل أمر إبراهيم بذبح إسحاق (٢) ابنه - عليهما السلام - فيه، وفداه بذبح عظيم (٣) .


(١) - يراجع الخطط والآثار للمقريزي (١/٤٩٠) .
(٢) - هذا كذب وافتراء من اليهود، فالذبيح هو إسماعيل وليس إسحاق - عليهما السلام -؛ لأنَّ أول ولد بشِّرَ به إبراهيم -عليه السلام - هو إسماعيل-عليه السلام -، وهو أكبر من إسحاق -عليه السلام -، وهذا باتفاق المسلمين وأهل الكتاب، بل نصّ في كتابهم أن إسماعيل -عليه السلام - ولد ولإبراهيم -عليه السلام - ست وثمانون سنة، وولد إسحاق -عليه السلام - وعُمْر إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - تسع وتسعون سنة. وكونهم قالوا: إن الذبيح هو إسحاق وليس إسماعيل - عليهما السلام-؛ لأنَّ إسحاق أبوهم وإسماعيل أبو العرب فحسدوهم. فقولهم تحريف وباطل عند عامة العلماء، إلا قولاً شاذاً في هذا لا يعول عليه. يُراجع: تفسير ابن كثير (٤/١٤) ، تفسير سورة الصافات، الآيات (٩٩- ١١٣) .
(٣) - يُراجع: نهاية الأرب للنويري (١/١٩٥) .

<<  <   >  >>