للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الرابع

[الاحتفالات والأعياد المحدثة]

من الأمور التي تشبه المسلمون فيها بالكفار في هذا الوقت، وضعهم بعض الأعياد والاحتفالات المحدثة، والتي تكون معرضة للمحو والتغيير في كل فترة، لأنها من وضع البشر، وليست تشريعاً من الله، وحسب ما تراه الدول وحكامها.

فتتخذ بعض الحكومات يوماً معيناً تجعله عيداً بمناسبة ثورتها أو استقلالها، وبعد أن يتغير الحكم والحكومة بسبب ثورة أخرى يجعل العيد والاحتفال في تاريخ الثورة الجديدة، ويترك الاحتفال بالثورة الأولى، فهذه الأعياد حسب رغبة من يضعها، إن شاء استمرت، وإن شاء عطلت، وكفى بذلك مهزلة!!!.

وأفقدوا الأعياد قيمتها عند الناس، بأن جعلوا لكل شيء عيداً - وما المانع إذا كان إحداث العيد متوقفاً على رغبة فئة من الناس-. وهذه الأعياد والاحتفالات تختلف من دولة لأخرى، فلكل بلد مجموعة من الأعياد تختص بها، منها ما يكون رسمياً فتعطل فيه الدوائر الحكومية والمدارس، ومنها ما يختص بفئة دون فئة كعيد الأم، وعيد العمال مثلاً، ومنها ما هو شكلي كعيد الشجرة،.......وهكذا.

وبعض الدول تجعل لهذه المناسبات نشرة خاصة يعرفها الناس كلهم ويتمشون عليها.

وأكثر البلدان الإسلامية في الوقت الحاضر تجد لها على الأقل عشرة أعياد سنوية فأكثر، مع أن أعياد المسلمين كما هو معروف عيدان فقط: عيد الفطر، وعيد الأضحى، ويضاف إليهما عيد الأسبوع وهو يوم الجمعة. فمن شرع الباقي؟!. {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} (١) .

ومن الأمثلة على هذه الأعياد: عيد النصر (٢) ، عيد العلم، عيد الأم، عيد الثورة، عيد السلام، عيد الجلاء، عيد العمال، عيد الوحدة، عيد الأحزاب، عيد


(١) - (الشورى: من الآية٢١)
(٢) - عيد النصر: من الأعياد التي ابتدعها الباطنية لما حكموا مصر وتسموا بالفاطميين. يُراجع: الخطط والآثار للمقريزي (١/٤٩٠)

<<  <   >  >>