للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثالث

[الصلاة الألفية المبتدعة في شعبان]

أول من أحدثها:

أول من أحدث الصلاة الألفية في ليلة النصف من شعبان رجل يعرف بابن أبي الحمراء من أهل نابلس (١) ، قدم على بيت المقدس سنة ٤٤٨هـ وكان حسن التلاوة، فقام فصلى في المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان فأحرم خلفه رجل، ثم انضاف إليهما ثالث ورابع، فما ختمها إلا وهم في جماعة كثيرة.

ثم جاء في العام القابل فصلى معه خلق كثير، وشاعت في المسجد وانتشرت الصلاة في المسجد الأقصى، وبيوت الناس ومنازلهم، ثم استقرت كأنها سنة (٢) .

صفتها:

هذه الصلاة المبتدعة تسمى بالألفية لقراءة سورة الإخلاص فيها ألف مرة، لأنها مائة ركعة، يقرأ في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات.

وقد رويت صفة هذه الصلاة، والأجر المترتب على أدائها، من طرق عدة ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات ثم قال: (هذا حديث لا نشك أنه موضوع، وجمهور رواته في الطرق الثلاثة مجاهيل وفيهم ضعفاء بمرة، والحديث محال قطعاً) (٣) . ا. هـ.

وقال الغزالي في الإحياء: (وأما صلاة شعبان: فليلة الخامس عشر منه يصلى مائة ركعة، كل ركعتين بتسليمه، ويقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة ((قل هو الله أحد)) ) (٤) . ا. هـ.


(١) - نابلس: مدينة مشهورة بأرض فلسطين بين جبلين، مستطيلة لا عرض لها، كثيرة المياه، بينها وبين بيت المقدس عشرة فراسخ، وبها الجبل الذي تعتقد اليهود أن الذبح كان عليه، وعندهم أن الذبيح إسحاق - عليه السلام - فهم يعتقدون في هذا الجبل. يراجع: معجم البلدان (٥/٢٤٨) .
(٢) - يراجع: التحذير والبدع للطرطوشي ص (١٢١، ١٢٢) .
(٣) - يراجع: الموضوعات (٢/ ١٢٧-١٣٠) ، وكذلك اللآليء المصنوعة للسيوطي (٢/٥٧-٦٠) ، وكذلك الفوائد المجموعة ص (٥١) .
(٤) - يراجع: إحياء علوم الدين (١/٢٠٣) .

<<  <   >  >>