للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتركها معونة على ترك ذلك، وحسم لمادة متابعتهم فيما يهوونه (١) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (واعلم أن كتاب الله من النهي عن مشابهة الأمم الكافرة، وقصصهم التي فيها عبرة لنا بترك ما فعلوه كثير، مثل قوله تعالى؛ لما ذكر ما فعله بأهل الكتاب من المثلات (٢) : { ... فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} (٣) وقوله تعالى {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (٤) . وأمثال ذلك، ومنه ما يدلُّ على مقصودنا ومنه ما فيه إشارة وتتميم للمقصود.

ثم متى كان المقصود بيان أن مخالفتهم في عامة أمورهم أصلح لنا، فجميع الآيات دالَّة على ذلك، وإن كان المقصود أن مخالفتهم واجبة علينا، فهذا إنَّما يدلُّ عليه بعض الآيات دون بعض، ونحن ذكرنا ما يدلُّ على أن مخالفتهم مشروعة في الجملة، كان هو المقصود هنا) ا. هـ (٥) .

ثانياً: الأدلة من السنة:

قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم)) (٦)

وجه الدلالة من الحديث:

أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بمخالفتهم، وذلك يقتضي أن يكون جنس مخالفتهم أمراً مقصوداً للشارع؛ لأنَّه إن كان الأمر بجنس المخالفة حصل المقصود، وإن كان الأمر بالمخالفة في تغيير الشعر فقط، فهو لأجل ما فيه من المخالفة.

فالمخالفة إما علّة مفردة - أي أن المخالفة هي وحدها تكون علَّة للنهي- أو علة


(١) - يُراجع: اقتضاء الصراط المستقيم (١/٨٩) .
(٢) - المثلاث: المثلة - بفتح الميم، وضم الثاء -: العقوبة، والجمع: المثلاث. يُراجع: لسان العرب (١١/٦١٥) ، مادة (مثل) .
(٣) -سورة الحشر: الآية٢.
(٤) -سورة يوسف: الآية١١١.
(٥) - يُراجع: اقتضاء الصراط المستقيم (١/٨٩) .
(٦) -رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع الفتح الباري (٦/٤٩٦) ، كتاب أحاديث الأنبياء، حديث رقم (٣٤٦٢) . ورواه مسلم في صحيحه (٣/١٦٦٣) كتاب اللباس والزينة، حديث رقم (٢١٠٣) .

<<  <   >  >>