للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخرى، أو بعض علة، وعلى هذه التقديرات تكون مأموراً بها مطلوبة من الشارع (١) .

قوله صلى الله عليه وسلم: ((خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى)) (٢)

وجه الدلالة من الحديث:

أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بمخالفة المشركين مطلقاً، ثم قال ((أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى)) . وهذه الجملة بدلاً من الأولى، فإن الإبدال يقع في الجمل، كما يقع في المفردات، كقوله تعالى: {َسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} (٣) . فهذا الذبح والاستحياء هو سوم العذاب، فكذلك هنا: هذا هو المخالفة للمشركين المأمور بها هنا، لكن الأمر بها أولاً بلفظ مخالفة المشركين دليل على أن جنس المخالفة أمر مقصود للشارع وإن عنيت هنا في هذا الفعل فإن تقديم المخالفة علة تقديم العام على الخاص، وفي رواية لمسلم: ((جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، وخالفوا المجوس)) (٤) . (٥) .

قوله صلى الله عليه وسلم: ((خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم)) (٦)

وجه الدلالة من الحديث:

(كالحديث السابق) .

قوله صلى الله عليه وسلم: ((فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر)) (٧) .


(١) - يُراجع: اقتضاء الصراط المستقيم (١/١٦٠، ١٧٦) .
(٢) - رواه البخاري في صحيحه المطبوع مع الفتح الباري (١٠/٣٥١) كتاب اللباس، حديث رقم (٥٨٩٣) . بلفظ ((انهكوا الشوارب واعفوا اللحى)) . ورواه مسلم في صحيحه (١/٢٢٢) كتاب الطهارة، حديث رقم (٢٥٩) (٥٤) واللفظ له.
(٣) - سورة البقرة، الآية:٤٩.
(٤) - ورواه مسلم في صحيحه (١/٢٢٢) كتاب الطهارة، حديث رقم (٢٦٠) .
(٥) - يُراجع: اقتضاء الصراط المستقيم (١/١٧٦، ١٨١) .
(٦) - رواه أبو داود في سنن (١/٤٢٧) كتاب الصلاة، حديث رقم (٦٥٢) . ورواه الحاكم في المستدرك (١/٢٦٠) كتاب الصلاة، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في تلخيصه: صحيح. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (١/٥٩٨) رقم (٣٨٧٩) وصححه.
(٧) - رواه أحمد في مسنده (٤/١٩٧) . ورواه مسلم في صحيحه (٢/٧٧٠) كتاب الصيام، حديث رقم (١٠٩٦) . ورواه الدارمي في سننه (٢/٦) كتاب الصوم، باب في فصل السحور. ورواه النسائي في سننه (٤/١٤٦) كتاب الصيام، باب رقم (٢٧) .

<<  <   >  >>