للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الدلالة من الحديث:

أن الفصل بين عبادة المسلمين وعبادة أهل الكتاب: أمر مقصود للشارع، وقد صرح بذلك فيما رواه أبو داود عن أبي هريرة -رضي الله عن- أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخرون)) (١) .

وهذا نص في ظهور الدين الحاصل بتعجيل الفطر لأجل مخالفة اليهود والنصارى.

وإذا كانت مخالفتهم سبباً لظهور الدين، فإنَّما المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين الله على الدين كله، فيكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد البعثة (٢) .

قوله صلى الله عليه وسلم: ((من تشبه بقوم فهو منهم)) (٣) .

وجه الدلالة من الحديث:

أنه قد يحمل هذا على التشبه المطلق، فإنه يوجب الكفر، ويقتضي تحريم أبعاض ذلك، وقد يحمل على أنه منهم في القدر المشترك الذي شابههم فيه، فإن كان كفراً، أو


(١) - رواه أحمد في مسنده (٢/٤٥٠) . ورواه أبو داود في سننه (٢/٧٦٣) كتاب الصوم، حديث رقم (٢٣٥٣) . ورواه ابن ماجه في سننه (١/٥٤٢) كتاب الصيام، حديث رقم (١٦٩٨) . ورواه ابن حبان في صحيحه، يُراجع: موارد الظمآن ص (٢٢٤) كتاب الصيام، حديث رقم (٨٨٩) . ورواه الحاكم في المستدرك (١/٤٣١) كتاب الصوم، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
(٢) - يُراجع: اقتضاء الصراط المستقيم (١/١٨١، ١٨٧) .
(٣) - رواه أحمد في مسنده (٢/٥٠) . ورواه أبو داود في سننه (٤/٣١٤) كتاب اللباس، حديث رقم (٤٠٣١) . قال المنذري في تهذيب سنن أبي داود (٦/٢٥) : (في إسناده عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وهو ضعيف) . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (١/٢٣٦) : (وهذا إسناد جيد) . وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٢/ ٥٩٠) رقم (٨٥٩٣) . وأشار إلى أنه حسن. من رواية أبي داود، والطبراني في الأوسط. وقال الحافظ العراقي: سنده صحيح، وصححه ابن حبان، وله شاهد عند البزار. وعند أبي نعيم في تاريخ أصبهان. يُراجع: كشف الخفاء (٢/٣١٤) ، حديث رقم (٢٤٣٦) . وقال الألباني - رحمه الله -: صحيح. يُراجع: إرواء الغليل (٨/٤٩) ، وحديث رقم (٢٣٨٤) .

<<  <   >  >>