للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جزيرة العرب، وغير ذلك - هو من سنته (١) .

وقال الشاطبي في تعريف البدعة: (البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه) .

وهذا على رأي من لا يدخل العادات في معنى البدعة، وإنَّما يخصّها بالعبادات.

وأما على رأي من أدخل الأعمال العادية في معنى البدعة فيقول: (البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية) (٢) .

أدلة أصحاب القول الثاني:

أ- من السنة:

ما رواه جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلا وصوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول ((صبحكم ومساكم)) ، ويقول: ((بعثت أنا والساعة كهاتين)) ، ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى، ويقول: ((أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)) ، ثم يقول: ((أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالاً فلأهله، ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإلي وعلي)) (٣) .

ما رواه ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعاً وموقوفاً أنه كان يقول: ((إنما هما اثنتان الكلام


(١) - يُراجع: مجموعة الفتاوى (٤/١٠٧، ١٠٨) .
(٢) - يُراجع: الاعتصام للشاطبي (١/٣٧) .
(٣) - رواه مسلم في صحيحه المطبوع مع شرح النووي (٦/١٥٣-١٥٤) ، كتاب الجمعة. ورواه النسائي في سننه (٣/١٨٩) ، كتاب صلاة العيدين. ورواه ابن ماجه في سننه (١/١٧) ، المقدمة.

<<  <   >  >>