للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد صنف العلماء كتباً في إنكارها وذمها، وتسفيه فاعلها، ولا يغتر بكثرة الفاعلين لها في كثير من البلدان، ولا بكونها مذكورة في قوت القلوب (١) وإحياء علوم الدين (٢) ونحوهما، فإنها بدعة باطلة، وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد)) ثم ذكر بعض الأحاديث الواردة في الفتوى السابقة..... وقد أمر الله تعالى عند التنازع بالرجوع إلى كتابه فقال: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (٣) . ولم يأمر باتباع الجاهلين، ولا بالاغترار بغلطات المخطئين (٤) - والله أعلم - ا. هـ.

وقال ابن قيم الجوزية (وكذلك أحاديث صلاة الرغائب ليلة أول جمعة من رجب كلها كذب مختلق على رسول الله صلى الله عليه وسلم) (٥) . ا. هـ.

فمما تقدم يتضح للقارئ الكريم أن الصلاة تكون في أول جمعة من رجب، والتي تسمى الرغائب، بدعة منكرة، لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من خلفائه، ولم يستحبها صحابته والتابعون، والأئمة المشهورون، مع أنهم أحرص الناس على الخير، وفضائل الأعمال، وهذا الحكم صدر عن جملة من العلماء المتفق على جلالة قدرهم وسعة علمهم، وكذلك الحديث الوارد فيها فإنه موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم باتفاق أئمة الحديث، فلم يبق لمدعي فضيلتها من حجة - والله أعلم -.


(١) - ومصنفه هو: محمد بن علي بن عطية العجمي المكي المتوفى سنة ٣٨٦هـ. يراجع: كشف الظنون (٢/١٣٦١) .
(٢) - لأبي حامد الغزالي المتوفى سنة ٥٠٥هـ. يراجع الإحياء (١/٢٠٢، ٢٠٣) .
(٣) - سورة النساء: الآية٥٩.
(٤) - يراجع: فتاوى النووي ص (٤٠) .
(٥) - يراجع: المنار المنيف ص (٩٥) ، حديث رقم (١٦٧) .

<<  <   >  >>