للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك قول ابن مسعود -رضي الله عنه -: ((اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم)) (١) .

وقال معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: ((إن من ورائكم فتناً يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن، حتى يأخذه المؤمن والمنافق، والرجل والمرأة والصغير والكبير، والعبد والحر، فيوشك قائل أن يقول: ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن؟ ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره. فإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة، وأحذركم زيغة الحكيم (٢) ، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق)) (٣) .

فموقف السلف من البدع صريح وواضح، وهو التحذير من البدع والحرص الشديد على التمسك بالسنة والاعتصام بها، ولهذا قال أئمة الإسلام؛ كسفيان الثوري وغيره، أن البدع أحب إلى إبليس من المعصية؛ لأن البدعة لا يتاب منها، والمعصية يتاب منها.

ومعنى قولهم أن البدعة لا يتاب منها: أن المبتدع الذي يتخذ ديناً لم يشرعه الله ولا


(١) - رواه الدارمي في سننه (١/٦٩) . وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (١/١٨١) ، وقال: رواه الطبراني في الكبير رجال الصحيح.
(٢) - أي انحراف العالم عن الحق، فإذا انحرف العالم عن الحق فلا يُتبع. يراجع: عون المعبود (١٢/٣٦٤) ، باب لزوم السنة.
(٣) - رواه أبو داود في سننه (٥/١٧) ، كتاب السنة موقوفاً على معاذ.

<<  <   >  >>