للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن أبي نجيح قال: سُئِل ابن عمر - رضي الله عنهما - عن صوم يوم عرفة فقال: ((حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصمه، وحججت مع أبي بكر فلم يصمه، وحججت مع عمر فلم يصمه، وحججت مع عثمان فلم يصمه، وأنا لا أصومه، ولا آمر به، ولا أنهى عنه)) (١) .

عن عبد الله بن قرط عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر، ثم يوم القر (٢)) (٣)


(١) - رواه أحمد في مسنده (٢/٤٧) . ورواه الترمذي في سننه (٢/١٢٦) ، وقال: حديث حسن. ورواه الدرامي في سننه (٢/٢٣) باب في صيام يوم عرفة. ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (٢/٧٢) باب صوم يوم عرفة. رواه ابن حبان في صحيحه. يُراجع: موارد الظمآن (٢٣٣) ، حديث رقم (٩٣٤)
(٢) - قال ابن خزيمة في صحيحه (٤/٢٧٤) . يوم القر: يعني يوم الثاني من يوم النحر. وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/٣٧) في معنى يوم القر: ((هو الغد من يوم النحر، وهو حادي عشر ذي الحجة؛ لأنّ الناس يقرون فيه بمنى، أي: يسكنون ويقيمون) ا. هـ.
(٣) - رواه أحمد في مسنده (٤/٣٥٠) . ورواه أبو داود في سننه (٢/٣٧٠) كتاب المناسك، حديث رقم (١٧٦٥) . ورواه ابن خزيمة في صحيحه (٤/٢٧٣، ٢٧٤) ، حديث رقم (٢٨٦٦) . ورواه ابن حبان في صحيحه. يُراجع: موارد الظمآن ص (٢٥٨) ، حديث رقم (١٠٤٤) . ورواه الحاكم في المستدرك (٤/٢٢١) كتاب الأضاحي، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وقد ذكر ابن قيم الجوزية - رحمه الله - في تهذيب سنن أبي داود (٢/٢٩٥) : أن في هذا الحديث دليل على أن يوم النحر أفضل الأيام، وقال: (وذهب جماعة من العلماء إلى أن يوم الجمعة أفضل الأيام، واحتجُّوا بقوله صلى الله عليه وسلم: ((خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة)) وهو حديث صحيح رواه ابن حبان وغيره. وفصل النزاع: أن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، ويوم النحر أفضل أيام العام، فيوم النحر مفضل على الأيام كلها، التي فيها يوم الجمعة وغيرها، ويوم الجمعة مفضل على أيام الأسبوع، فإن اجتمعا يوم تظاهرت الفضيلتان، وإن تباينا فيوم النحر أفضل وأعظم، لهذا الحديث، والله أعلم) ا. هـ.

<<  <   >  >>