للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من سيرتهم ومن منطقهم، قال تعالى: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} (١) . فأول أثر لذلك: اتباع المتشابه، وقد نَّبه الله سبحانه وتعالى على ذلك بقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ} (٢)

ومن أمثلة ذلك: استشهاد الخوارج على إبطال التحكيم بقوله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} (٣) .

وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)) (٤) .

٢- إماتة السنَّة:

ومن الآثار الضارة للبدعة: إماتة السنَّة؛ لأنَّه ما ظهرت بدعة إلا وماتت سنة من السنن، لأن البدعة لا تظهر وتشيع إلا بعد تخلي الناس عن السنة الصحيحة، فظهور البدع علامة دالَّة على ترك السنة.

قال ابن عباس رضي الله عنهما ((ما أتى على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع وتموت السنن)) (٥)

٣- الجدل:

من الآثار المترتبة على الوقوع في البدع: الجدل بغير حق، والخصومات في الدين، وقد حذََّّر الله سبحانه وتعالى من ذلك بقوله عز وجل: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} (٦) . فقد نهى سبحانه وتعالى عن الفرقة


(١) - سورة محمد: الآية٣٠.
(٢) - سورة آل عمران: الآية٧.
(٣) - سورة الأنعام: الآية٥٧.
(٤) - البخاري في صحيحه المطبوع مع فتح الباري (٨/٢٠٩) كتاب التفسير، حديث (٤٥٤٧) . بلفظ: ((فإذا رأيت)) . ورواه مسلم في صحيحه المطبوع مع شرح النووي (١٦/٢١٧) كتاب العلم، بلفظ: إذا رأيتم)) .
(٥) - رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. قاله الهيثمي في مجمع الزوائد (١/١٨٨) ، باب في البدع والأهواء.
(٦) - سورة آل عمران: الآية١٠٥.

<<  <   >  >>