للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تتب قبل موتها تقام يوم القيامة، وعليها سربال (١) من قطران (٢) ودرع من جرب (٣)) ) (٤) .

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يصاب بمصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف له خيراً منها)) (٥) . إلا آجره الله في مصيبته وأخلفه خيراً منها.

وقال صلى الله عليه وسلم: ((أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم (٦) ، والنياحة على الميت)) (٧) .

فكيف إذا انظم إلى ذلك ظلم المؤمنين، ولعنهم وسبهم، وإعانة أهل الشقاق والإلحاد على ما يقصدونه في الدين من الفساد، وغير ذلك مما لا يحصيه إلا الله تعالى.

فكان ما زينه الشيطان لأهل الضلال والغي، من اتخاذ يوم عاشوراء مأتماً، وما يصنعون فيه من الندب والنياحة، وإنشاء قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير، والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن والتعصب، وإثارة الشحناء والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام والتوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين، وكثرة الكذب والفتن في الدين.

ولم يعرف المسلمين أكثر كذباً وفتناً، ومعاونة للكفار على أهل الإسلام من هذه


(١) - السربال: هو القميص. يراجع: النهاية لابن الأثير (٢/ ٣٥٧) .
(٢) - القطران: هو النحاس المذاب شديد الحرارة. تفسير ابن كثير (٢/٥٤٥) ، ولسان العرب (٥/١٠٥) مادة (قطر) .
(٣) - الجرب: داء معروف وهو بثر يعلو أبدان الناس والإبل. يراجع: لسان العرب (١/٢٥٩) مادة (جرب)
(٤) - رواه الإمام أحمد في مسنده (٥/٣٤٢، ٣٤٣) . ورواه مسلم في صحيحه (٢/٦٤٤) كتاب الجنائز، حديث رقم (٩٣٤) .
(٥) - رواه مالك في الموطأ (١/٢٣٦) كتاب الجنائز، حديث رقم (٤٣) . ورواه أحمد في مسنده (٦/٣٠٩) . ورواه مسلم في صحيحه (٢/٦٣٢، ٦٣٣) كتاب الجنائز، حديث (٩١٨) . ورواه أبو داود في سننه (٢/٤٨٨) كتاب الجنائز، حديث (٣١١٩) .
(٦) - الاستسقاء بالنجوم: أي نسبة إلى السقيا ومجئ المطر إلى النجوم والأنوار. يراجع: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ص (٣٩٨) .
(٧) - رواه الإمام أحمد في مسنده (٥/٣٤٢، ٣٤٣) . ورواه مسلم في صحيحه (٢/٦٤٤) كتاب الجنائز، حديث رقم (٩٣٤) .

<<  <   >  >>