للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تصوَّر، وفي العزل لم يُوجَدْ ولدٌ بالكُلِّيَّةِ، وإنَّما تسبَّب إلى منع انعقاده، وقد لا يمتنع انعقادُه بالعزل إذا أراد الله خلقه، كما قالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا سُئِلَ عن العزل: «لا عليكم أنْ لا تَعزِلُوا، إنَّه ليسَ مِن نفسٍ منفوسةٍ إلا الله خالقُها» (١). وقد صرَّح أصحابنا بأنَّه إذا صار الولدُ علقةً (٢)، لم يجز للمرأة إسقاطُه؛ لأنَّه ولدٌ انعقدَ، بخلاف النُّطفة، فإنَّها لم تنعقد بعدُ، وقد لا تنعقدُ ولداً.

وقد ورد في بعض روايات حديث ابن مسعودٍ ذكرُ العظامِ، وأنَّه يكونُ عظماً أربعين يوماً، فخرَّج الإمام أحمد (٣) من رواية عليِّ بن زيدٍ سمعت أبا عبيدةَ يحدِّثُ قال: قال عبد الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ النُّطفةَ تكونُ في الرَّحم أربعينَ يوماً على حالها لا تغيَّر، فإذا مضتِ الأربعونَ، صارت علقةً، ثمَّ مضغةً كذلك، ثم عظاماً كذلك، فإذا أراد الله أنْ يسوِّي خلقَه، بعث الله إليها ملكاً»، وذكر بقية الحديث.

ويُروى من حديث عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعودٍ، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ النطفةَ إذا استقرَّت في الرَّحمِ، تكونُ أربعينَ ليلةً، ثم تكونُ علقةً أربعينَ

ليلةً، ثمَّ تكون مضغة أربعين ليلة (٤)، ثم تكونُ عظاماً أربعين ليلةً، ثم يكسو الله

العظامَ لحماً» (٥).


(١) أخرجه: مالك في " الموطأ " (١٧٤٠) برواية يحيى الليثي، والطيالسي (٢١٧٥)
و (٢١٧٧)، والحميدي (٧٤٦)، وأحمد ٣/ ٢٢ و ٤٧ و ٤٩ و ٦٨ و ٧٢ و ٩٣، والدارمي (٢٢٢٩) و (٢٢٣٠)، والبخاري ٣/ ١٠٩ (٢٢٢٩) و ٥/ ١٤٧ (٤١٣٨) و ٨/ ١٥٣
(٦٦٠٣) و ٩/ ١٤٨ (٧٤٠٩)، ومسلم ٤/ ١٥٨ (١٤٣٨) (١٢٥) و (١٢٨)
و (١٢٩) و ٤/ ١٥٩ (١٤٣٨) (١٣١)، وأبو داود (٢١٧٢)، وابن ماجه (١٩٢٦) من حديث أبي سعيد الخدري، به.
(٢) في (ص): «إذا كان علقة».
(٣) في " مسنده " ١/ ٣٧٤، وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ثمَّ إنَّ سند الحديث منقطع؛ فأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
(٤) عبارة: «ثم تكون مضغة أربعين ليلة» سقطت من (ج).
(٥) أخرجه: أبو بكر الخلال في " السنة " (٨٩٢)، وتمام في " فوائده " (٣١)، وإسناده ضعيف لضعف مسلم بن ميمون ويحيى بن عيسى.

<<  <   >  >>