للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقد ذكرنا فيما سبق حديثَ أمِّ حبيبة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «كلامُ ابنِ آدم عليه لا له، إلا الأمرَ بالمعروف، والنهيَ عن المنكر، وذكر الله - عز وجل -» (١).

فقوله - صلى الله عليه وسلم -: «فليقل خيراً أو ليصمُت» أمر بقول الخير، وبالصمت عمَّا عداه، وهذا يدلُّ على أنَّه ليس هناك كلام يستوي قولُه والصمت عنه، بل إمَّا أنْ يكون خيراً، فيكون مأموراً بقوله، وإمَّا أنْ يكون غير خير، فيكون مأموراً بالصمت عنه، وحديث معاذ وأم حبيبة يدلان على هذا.

وخرَّج ابنُ أبي الدنيا حديث معاذ بن جبل ولفظه: إنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال له

: «يا مُعاذُ ثكلتك أُمُّكَ وهَلْ تقول شيئاً إلاَّ وهو لك أو عليك» (٢).

وقد قال الله تعالى: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ

إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (٣) وقد أجمع السَّلفُ الصَّالحُ على أنَّ الذي عن يمينه يكتُبُ الحسناتِ، والذي عن شِماله يكتبُ السيئات، وقد رُوي ذلك مرفوعاً من حديث أبي أمامة بإسناد ضعيف (٤). وفي " الصحيح " (٥)

عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كان أحدُكُم يُصَلِّي، فإنَّه يُناجي


(١) تقدم تخريجه.
(٢) أخرجه: ابن أبي الدنيا في " الصمت " (٦)، وسنده منقطع.
(٣) ق: ١٧ - ١٨.
(٤) أخرجه: الطبراني في " الكبير " ٨/ (٧٧٦٥) و (٧٧٨٧) و (٧٩٧١)، وفي " مسند الشاميين "، له (٤٦٨) و (٥٢٦)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٧٠٤٩) و (٧٠٥٠) و (٧٠٥١).
(٥) صحيح البخاري ١/ ١١٣ (٤١٦).
وأخرجه: همام بن منبه في " صحيفته " (١١٩)، وعبد الرزاق (١٦٨٦)، وابن حبان
(٢٢٦٩)، والبغوي في " شرح السنة " (٤٩٠)، والبيهقي في " الكبرى " ٢/ ٢٩٣ من طرق عن أبي هريرة، به.
وأخرجه: الحميدي (٧٢٩)، وابن أبي شيبة (٧٤٤٩)، وأحمد ٣/ ٢٤، وأبو داود

(٤٨٠)، وأبو يعلى (٩٩٣)، وابن خزيمة (٨٨٠) و (٩٢٦)، وابن حبان (٢٢٧٠)، والحاكم ١/ ٢٥٧ من طرق عن أبي سعيد الخدري، به.

<<  <   >  >>